اعتبر المؤرخ عبد الجليل التميمي، أن المعلومات التي قدمها رشيد عمار أمس في شهادته حول ما حصل في 14 جانفي، مهمة جدا، وأراد من حركة 17 ديسمبر إلى غاية 14 جانفي، أن يقول مازلنا موجودون في الساحة، ولنا رأينا في كل ما يحدث، معتبرا أن وجود رشيد عمار بهذه القوة حجّم نداء تونس وبين أن هناك فراغا خطيرا جدا تعيشه البلاد. وبين عبد الجليل التميمي، في تصريحه لحقائق أون لاين، اليوم الجمعة 6 نوفمبر 2015، أن ظهور رشيد عمار في الساحة، دليل على أنه لا يمكن إهمال دور الجيش التونسي في إنقاذ الثورة، معتبرا أن كتابة تاريخ الثورة التونسية لم يبدأ بعد لأن الفاعلين السياسيين في تلك الفترة لم يقدّموا شهاداتهم بعد، داعيا رشيد عمار ومحمد الغنوشي، ورضا قريرة إلى تقديم شهاداتهم للتاريخ عن الفترة ما بين 17 و14 جانفي وأن يكشفوا المعلومات التي بحوزتهم لأنها ملك الشعب التونسي. واعتبر التميمي أن التملّص من كشف المعلومات هو خيانة للثورة، قائلا: "إن وزارتي الداخلية والدفاع هما بنكا معلومات ويصعب علينا كمؤرخين الوصول إليها". وأشاد عبد الجليل التميمي، بما قام به سمير الطرهوني، قائد فرقة مكافحة الارهاب في النظام السابق، حيث بادر وقدم شهادته بخصوص أحداث 14 جانفي، حيث اعتبر التميمي أن ما قاله الطرهوني هو من أروع الشهادات، حول ما حدث في مطار تونسقرطاج، قائلا:" أعتبر وبكل أمانة أن دور سمير الطرهوني كان فاعلا أكثر من رشيد عمار، وأنه بطوليا أنقذ الثورة ودافع عنها، وأقول "برافو" سمير الطرهوني لأنك أعطيتنا شهادتك للتاريخ". كما كشف المؤرخ التميمي، أن وزير الداخلية في عهد بن علي، أحمد فريعة، قدم شهادته كما قدم حكيم القروي المدير السابق للاستحواذات في المتوسط و أفريقيا في بنك روتشيلد، وكاتب خطابات رئيس الوزراء الفرنسي السابق جون بيار رافاران، شهادته أيضا حيث استشاره الغنوشي حول كيفية الخروج من الأزمة حينها، مبينا أن أنهما قدّما معلومات للحقيقة التاريخية ولصالح الثورة التونسية، وقال في هذا السياق: " ننتظر من وزير الدفاع في النظام السابق رضا قريرة، أن يدلي بشهادته. وحول رأيه بخصوص من يشكّك في أن الثورة هي انقلاب على بن علي، قال التميمي، "هي ثورة مباركة عبقرية، قضت على بن علي وخلّصت البلاد من المافيوزات التي كانت تتلاعب بها" وأضاف قائلا: " أنا أدركت أهمية هذه الثورة من خلال شهادات الناس الذين عاشوا النظام المافيوزي وأن كل من يقول أنه انقلاب هو غبي". واعتبر في هذا السياق، أن جائزة نوبل للسلام هي احترام لنباهة وقوة هذه الثورة وعبقريتها، مضيفاك "مع احترامي لمنظمات الحوار الراعي للحوار الوطني، إلا أنه كان على الادارة العليا لنوبل أن تخصّص جزءا من هذه الجائزة للشباب التونسي الفاعل الحقيقي والعنصر الأساسي في ثورة 14 جانفي".