تنطلق حقائق أون لاين بداية من يوم الغد الاربعاء في نشر سلسلة من المقالات و التقارير الاخبارية والتحليلية-التاريخية في علاقة بمسار الاعداد لمؤتمر حركة النهضة التي تعيش على وقع المؤتمرات المحليّة في إنتظار الجهوية التي ستكون حاسمة في بلورة التصوّرات شبه النهائية للتوجهات الكبرى للحزب خلال المرحلة القادمة. هذا وكانت قيادة الحركة قد شرعت منذ فترة وجيزة في طرح مجموعة من مشاريع اللوائح على القواعد والقيادات المحليّة ثمّ الجهوية و التي تهمّ مسألة تقييم التجربة من التأسيس الرسمي المعلن للاتجاه الاسلامي في جوان 1981 وإلى غاية الصعود للحكم و سبل إدارة مشروعها الذي تؤكد على أنّ هويته "الإسلامية الديمقراطية" مع السعي للتماهي مع "الحراك الاصلاحي التونسي" رغم ابقائها على طابعها المحافظ، وكذلك الرؤية الفكرية الجديدة والمرجعية النظرية التي ستلغي سابقتها التي صادق عليها مؤتمر 1986 ملاءمة مع الدستور الجديد للجمهورية الثانية،بالاضافة إلى المشروع السياسي الاستراتيجي و الرؤية الهيكلية التنظيمية. ولاتزال الحركة تعيش مخاضا عسيرا رغم محاولة مداراة الاختلافات التي تشقّ صفّ القيادات و القواعد في علاقة بمدى القبول بخارطة الطريق الجديدة للمستقبل التي كان رئيس الحركة راشد الغنوشي و المجموعة القيادية الملتفة حوله من أبرز مهندسيها،وعلى ضوء تقييم صارم لأخطاء الماضي القريب والبعيد. ويذكر أنّ المؤتمر العاشر للحركة من المنتظر أن يعقد خلال الربيع المقبل. وهو ثاني مؤتمر في تاريخ الحركة يعقد في تونس وبصفة علنية بعد المؤتمر التاسع الذي انتظم في 2012 زمن تولي الحزب شؤون الحكم عبر حكومة الترويكا التي قادها الامين العام حمادي الجبالي ثمّ علي العريض. وكانت الحركة قد تأسّست تحت مسمّى الاتجاه الاسلامي في 6 جوان 1981 قبل أن تغيّر التسمية بداية من فيفري 1989 لتصبح حركة النهضة. وتمّ الاعتراف بها رسميّا من قبل السلطة السياسية في مارس 2011 في أعقاب الثورة التي سمحت لجميع الاحزاب التونسية بمختلف تلويناتها بالنشاط في مناخ تعدّدي و ديمقراطي. وهي تعود جذورها إلى تجربة الجماعة الاسلامية التي انطلقت في سبعينات القرن الماضي كحركة دعوية بأدبيات مشرقية/اخوانيّة.