كشف مرصد أخلاقيات المهنة في الصحافة المكتوبة والالكترونية التابع للنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين، اليوم الاربعاء، خلال ندوة صحفية انعقدت بتونس العاصمة نتائج التقرير الأوّل الذي تمّ اعداده خلال الفترة الممتدة بين 01 ديسمبر 2015 و31 جانفي 2016 في علاقة بمسألة التعاطي الاعلامي مع الارهاب وخطاب الكراهية والنزاعات المسلحة. وقد تمّ رصد 19 صحيفة و موقعا الكترونيا من القطاعين العام والخاص من بينها حقائق أون لاين التي حلّت في كوكبة طليعة وسائل الإعلام التونسية المكتوبة الأقل اخلالات. وبحسب نصّ التقرير فإنّ حقائق أون لاين ارتكبت 29 اخلالا في مجال التعاطي مع القضايا الارهابية.في حين تمّ رصد اخلال وحيد لها في مسألة خطاب الكراهية. وصرّحت عضو المكتب التنفيذي لنقابة الصحفيين سكينة عبد الصمد، في مستهل الندوة الصحفية، أنّ الغرض من مشروع الرصد وتتبع الاخلالات التي قد ترتكب في علاقة بمسألة احترام وسائل الاعلام والعاملين فيها لأخلاقيات العمل الصحفي والتعاطي المهني ليس الترصد أو الرقابة وإنّما بغرض الدفع نحو تكريس مفهوم التعديل الذاتي في انتظار بعث المجلس الأعلى للصحافة قريبا. وشدّدت الكاتبة العامة لنقابة الصحفييين سكينة عبد الصمد على ضرورة تفادي الدعوة للعنف والتحريض من أجل الارتقاء بجودة المنتوج الصحفي،داعية إلى عدم منح فرصة لاطراف أخرى من خارج القطاع الصحفي لكي يتم التضييق على حرية الصحافة،وفق تعبيرها. واعتبرت عبد الصمد أنّ إحالة عدد من الصحفيين على القضاء وفقا لقانون الارهاب وليس بناء على المرسوم 115 المنظم للقطاع تندرج في إطار التضييق على حرية الصحافة،مؤكدة على أنّ المنتوج الصحفي الذي يكون بجودة عالية هو من شأنه أن يسحب البساط من تحت كلّ من يترصد حرية الصحافة. من جهة أخرى،قال المشرف على مشروع المرصد، المنوبي المروكي، إنّ الهدف الأساسي من إعداد التقرير هو خدمة القطاع الصحفي،مشيرا إلى ضرورة حسن التصرف في الحرية التي تم اكتسابها بعد 14 جانفي 2011 لكي لا تتم خسارتها وأضاف المروكي أنّ الحرية لا يمكن تقويتها إلا من خلال التمسك بناصية المهنية و أخلاقيات العمل الصحفي من خلال التنظيم والتعديل الذاتي،مفيدا بأنّه تمّ الاستئناس في منهجية إعداد التقرير بعدّة خبراء في قضايا الارهاب وخطاب الكراهية والنزاعات المسلحة مع الاستعانة بالمواثيق والاعلانات العالمية ومدونات لعدّة صحف في العالم. حريّ بالاشارة إلى أنّ التقرير القادم بعد شهرين سيتضمن رصدا للاخلالات مع ذكر أسماء الصحفيين الذين ارتكبوا أخطاء مهنية.