قال القيادي في حركة نداء تونس حافظ قائد السبسي والمسؤول على الإدارة التنفيذية للحزب إنه بعد الانتخابات البرلمانية والرئاسية 2014، غادر أغلب أعضاء الهيئة التأسيسية لنداء تونس إلى الحكومة أو مجلس نواب الشعب أو الرئاسة، الأمر الذي جعل قواعد النداء تشعر بالتهميش. وأضاف السبسي، في حوار مع صحيفة لوموند الفرنسية، انه بسبب القانون الانتخابي لم يحصل نداء تونس على الأغلبية في مجلس نواب الشعب مما دفعه إلى التحالف مع آخرين للحكم مبيناً ان المشاكل داخل النداء انطلقت من هنا. وأوضح انه من جهة وبسبب هذه الإكراهات لم يتمكن نداء تونس من تطبيق برنامجه الانتخابي مشيراً إلى ان هذا الأمر خلّف مرارة في صفوف قواعد الحزب، مضيفا انه من جهة أخرى دخلت حركة النهضة في التحالف الحاكم مما تسبب في مزيد من الاستنكار داخل الحركة ولدى الرأي العام عموماً باعتبار ان الحملة الانتخابية ركزت على شعار إخراج النهضة من الحكم ولم يتمّ إعداد القواعد لمثل هذه الفرضية، على حدّ قوله. وأكد السبسي ان التحالف مع النهضة هو من مصلحة تونس ويهمّ استقرارها وأمنها موضحاً ان البلاد تُحكم حالياً عن طريق التسويات ومضيفاً ان المستقبل سيبيّن ما إذا كانت هذه المصالحة عميقة أو سطحية. وأعرب عن أمله في أن يكون هذه المصالحة عميقة وذلك لمصلحة البلاد قائلاً انه إذا لم تكن كذلك فإن الاستقطاب الثنائي الذي شهدته البلاد في 2013 سيعود للظهور. وحول إمكانية دخول النهضة والنداء الانتخابات البلدية في قائمات مشتركة، قال السبسي إن الهيئة المديرة لنداء تونس التي سيفرزها المؤتمر الانتخابي في جويلية القادم هي من ستقرّر هذا الأمر. من جهة أخرى، أكد نجل مؤسس حركة نداء تونس ان البلاد اليوم ديمقراطية مبنية على الانتخابات وعلى إرادة الشعب وانه لا وجود للتوريث، مشدداً على انه ديمقراطي ومدعوم من قواعد النداء وان الهيئة التي تدير الحزب حالياً هي هيئة مؤقتة. وأشار إلى انه لا يمكن منع مواطن من حقوقه المدنية باسم "التوريث". وشدد على انه لا يوجد أي رجل أعمال يؤثر عليه أو على قناعاته لافتاً إلى انه يمارس السياسة مع الأخلاق. على صعيد آخر، اعتبر السبسي انه على ليبيا أن لا تسمح بأن تكون أراضيها عرضة لأي شكل من أشكال التدخل العسكري مبيناً انه يمكن ان تكون سرت محلّ ضربات موجهة. وأبرز ان هذا التدخل ستكون له تأثيرات على تونس خاصة من خلال هجرة جماعية للاجئين مشيراً إلى ان تونس لا يمكن لها أن تتدخل أو أن تساعد على ذلك.
