تمدّد "داعش" في بلاد المغرب الإسلامي، ليس مجرّد خبر للاستهلاك الإعلامي بل هو واقع ماثل على الأرض منذ فترة، فهذه المنطقة تُعدّ من أهم المناطق المصدّرة للإرهابيين ذوي الميولات "الدّاعشية" حتى قبل بروز ما يسمى بتنظيم "دولة الخلافة الإسلامية في العراق والشام"، المعروف بمسمى "داعش"، والتي تحولت لاحقا إلى دولة الخلافة تحت إسم "الدولة الإسلامية"، بخارطة جديدة وطموحات جديدة، من أبرز عناوينها توسع "داعش" في أقاليم جديدة خارج دائرة نفوذها الحالي –الشام والعراق – لعلّ أبرزها إقليم شمال إفريقيا أو بلاد "المغرب الإسلامي". وهي هنا تستعد لتوظيف "الخزّان"أوالاحتياطي القتالي المتوفّر لديها في هذه المنطقة، خصوصا المقاتلين الوافدين من تونس. والذي تشير كلّ التقارير الإعلامية والاستخباراتية إلى كثرة عددهم وكذلك وحشيتهم و"بطشهم" في القتال وبالتالي إصرارهم على طلب "الشهادة" لنصرة "دولة الخلافة". فهل أنّ "داعش" بصدد الاستفادة من حالة "الرّخوة" الأمنية التي تمرّ بها البلاد التونسية، للتمدّد بها ثم التخطيط لاحقا للانتشار في بلاد المغرب؟ وما مدى قدرة "داعش" على الاستفادة سواء من خبرة وعدد"المقاتلين التونسيين"، الذين قاتلوا تحت رايتها في سورياوالعراق، ومن غياب الدّولة وسيطرة المليشيات والجماعات المتشددة، على جزء هام من الأراضي اللّيبية، لوضع موطىء قدم "استراتيجي" لها في تونس وفي المنطقة ككلّ؟