قال العضو المؤسس في حركة مشروع تونس والأمين العام السابق لحركة نداء تونس محسن مرزوق، إنه كان مضطرا للانسحاب من نداء تونس بسب غياب الديمقراطية وانحراف الحزب عن مبادئه، موضحا ان تجاوزات حدثت داخل الحزب الحاكم وانه رغم محاولاته لتأسيس الديمقراطية الحقة في الحكم إلا أن ظهور أقلية واستفادتها من الأجهزة والمؤسسات الرسمية ولّد صراعات داخل نداء تونس، على حدّ تعبيره. وأضاف مرزوق، في حوار مع صحيفة الفجر الجزائرية اليوم الاثننين 14 مارس 2016، ان أعضاء النداء ملّوا من هذه الممارسات البعيدة عن مبادئ الديمقراطية ووجدوا أنفسهم أمام خيارين إما إنقاذ المشروع الوطني أو الانخراط في صراعات مع من لا يقبلون باللعبة الديمقراطية، وفق تصريحاته. وذكّر انه في مؤتمر نداء تونس بالحمامات الذي انعقد في نوفمبر 2015 حدث عنف فاضح رغم عدم مشاركته الأمر الذي أدى بمجموعة من القيادات والأعضاء إلى المطالبة بالديمقراطية وإلى إبداء رفضها للإقصاء والتهميش لمصلحة استمرارية نداء تونس إلا ان "المجموعة الانقلابية" رفضت أن تستمع للمطالب المرفوعة،لافتا إلى ان عدة أطراف تدخلت في محاولة لإيجاد حل للتشنج الحاصل لكن كل المحاولات فشلت، مما أدى ب32 عضوا آخرين للانضمام إلى المنسحبين، وتم الاتفاق فيما بعد على أن نداء تونس قام بدوره من قبل، صحيح، ولكن حاليا لم يعد ذلك الحزب الذي يحمل المشروع التونسي، وتقرّر تأسيس مشروع حزبي سياسي جديد يرتكز على المناضلين ويستوعب أطرافا وشخصيات أخرى، حسب قوله. وأفاد مرزوق أنه "بعد مرور شهرين على تأسيس الحزب يمكن القول إن هذا المشروع السياسي هو أمل التونسيين لأنه مشروع عصري لتونس التي اختل توازنها منذ انهيار نداء تونس". وأكد في هذا السياق ان نداء تونس انهار نهائيا ولا أمل في إنقاذه مبينا ان الحل هو إعادة تأسيس حزب سياسي جديد، قائلا ان " سنة من الصراعات أثرت على مصداقيته، وقد خيب آمال التونسيين. حاليا لا يوجد شيء اسمه حزب نداء تونس". وفي ما يتعلق بأسباب فشل كلّ الحلول للملمة نداء تونس، أوضح العضو المؤسس في حركة مشروع تونس انه حاول إيجاد حلول لكن الطرف الآخر استفاد من امتيازات متعددة لتعميق الأزمة وتأزيم الوضع مشيراً إلى ان "الطرف الآخر" هو ابن قايد السبسي رئيس الجمهورية ومجموعته. وأردف حديثه بالقول ان "هؤلاء لا علاقة لهم بالسياسة وقد استفادوا من ظروف معينة للبروز" مضيفا انهم هم الإشكال الأكيد وان كل مشاكل نداء تونس هي دائما بحضور نفس الجماعة، وفق تأكيده. وحول الخشية من سيطرة حركة النهضة على البرلمان بعد ما حدث لنداء تونس، قال محسن مرزوق إنه رغم ان النهضة باتت الحزب الوحيد المهيكل لكن الأغلبية كافية في البرلمان لصدّ أي محاولة للهيمنة. وأكد في إطار متّصل انه لا توجد اتصالات بين حزبه والنهضة حاليا مستدركا بالقول انه سيقيم معها علاقات بعد تأسيس الحزب بشكل رسمي ومبرزا انه يختلف مع الإسلام السياسي ويعتبره منافسه وان المنافسة ستكون في إطار الدستور لأنه يطمح للفوز بالانتخابات المقبلة.