باتت ظاهرة الانتحار لدى الأطفال ولدى التلاميذ عدوى انتقالية متكررة ومرتفعة من سنة إلى أخرى وصلت حد تسجيل 54 حالة انتحار سنة 2015 مقابل 18 حالة سنة 2014 بحسب تقرير المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية. وأمام الارتفاع السنوي لهذه الظاهرة بصفة خاصة وانتشار ظواهر إجتماعية أخرى في الوسط المدرسي على غرار التطرف والعنف أطلقت وزارة التربية حملة وطنية للصحة النفسية في الوسط المدرسي تحت شعار 'أحب الحياة كما لا يحب الحياة أحد' بهدف التصدي لها ومكافحتها وإنقاذ التلاميذ من ظواهر ألفيناها مستبدة بعقولهم. في هذا الشأن أفادت المكلفة بمأمورية لدى وزير التربية إلهام بربورة قادر، لحقائق أون لاين اليوم الإثنين 14 مارس 2016، بأن الحملة تهدف للتصدي لظواهر اجتماعية عديدة تفشت في الوسط المدرسي على غرار ظاهرة الانتحار والتطرف والعنف. وسيشرف على هذه الحملة حوالي 20 مختص نفسي تابعين لوزارة التربية كما سيكون سفراء هذه الحملة تلاميذ من جهات عديدة تحت شعار"لا شي عنا أو لنا بدوننا". في ذات التوجه قررت وزارة التربية الشروع خلال السنة القادمة البدء في تكوين المدرسين على تقنيات التواصل في الوسط المدرسي كما سيتم البدء في برنامج التربية الوالدية الذي يستهدف التربية الوالدية . وبحسب المكلفة بمأمورية لدى وزير التربية إلهام بربورة ستشمل الحملة عدة مدارس و ستنتظم سنويا دون انقطاع بحيث ستشمل مئات المدارس في عدة جهات عدة مناطق ريفية. وأظهرت الدراسات أن منطقة العلا بولاية القيروان قد استأثرت بأعلى نسبة في ظارهة الانتحار و تليها ولاةي بنرزت ثم نابل بما يقارب 4و 7 حالات انتحار شهريا. وبينت محدثتنا أن الحملة تمتد 3 أيام في كل جهة تنتظم بها بحيث سيكون اليومين الأولين مخصصين للإحاطة النفسية في حين سيكون اليوم الثالث يوما احتفاليا تؤثثه فقرات ثقافية وتنشيطية. وقالت إلهام بربورة إنه سيتم تنظيم هذه الحملة بصفة مكثفة في ولايات الجنوب التونسي مشيرة إلى أن الحملة ستنتظم لمدة أسبوع في ولاية قبلي نظرا للأحداث الأخيرة التي جدت في مدينة بن قردان والتي كان لها تأثير نفسي على التملايذ بحسب قولها.