اندلعت خلال شهر مارس الماضي مواجهات مسلحة وعمليات تبادل إطلاق نار مكثف في مدينة بن قردان المتاخمة للحدود التونسية الليبية بعد أن شنت عناصر إرهابية هجمات مسلحة على مواقع أمنية وعسكرية في المنطقة. ورغم النجاحات التي حققتها المؤسستان الأمنية والعسكرية في القضاء على أكثر من 50 عنصرا إرهابيا والقبض على على حوالي 50عنصرا آخرا إلا أن هذه المجموعات الإرهابية تمكنت من قتل أكثر من 10 شهداء من أمنيين ومدنيين بعد أن شنت هجمات مسلحة في مناطق متفرقة في المدينة بسبب عدم التعامل مع عدة معلومات تفيد بوجود عناصر إرهابية في المدينة وفق مصادر أمنية من الجهة. المصادر ذاتها شددت في حديثها لحقائق أون لاين أن العناصر الإرهابية تمكنت من تنفيذ عمليات إرهابية فجر يوم 7 مارس الماضي بسبب سوء استغلال المعلومات الاستخباراتية من طرف قيادة الحرس الوطني. وبحسب نفس المصادر لم يتم التعامل من طرف الإدارة العامة للحرس الوطني مع عدة معلومات خاصة بعد أن دخلت مجموعة إرهابية إلى ضواحي مدينة بن قردان منذ يوم 2 مارس بحيث تم أنذاك القضاء على 5 منهم بمنطقة العويجاء. ورغم تأكد المسؤولين الجهويين والقيادة بالإدارة العامة للحرس الوطني و على رأسهم المدير العام أمر الحرس الوطني بوجود بقية العناصر الارهابية التابعة لهذه المجموعة بالمدينة إلا أن هذا الأخير لم يحرك ساكنا ولم يقم بارسال التعزيزات اللازمة كما لم يقم بارسال وحدات خاصة في مكافحة الإرهاب لبن قردان إلا يوم 7 مارس، وفق نفس المصادر. ونشر موقع الشارع المغاربي خلال الفترة الماضية وثيقة تفيد باعتراف تم القبض عليه في ليبيا حول وجود 100 عنصر إرهابي في مدينة بن قردان بولاية مدنين. التصدي وحملات التمشيط الواسعة ومداهمة الأماكن المشبوهة للتصدي لخطورة الهجمات الإرهابية على المدينة انتهوا بانتهاء شهر مارس حيث عاد سير العمل الأمني في الجهة إلى نسقه الطبيعي و أصبح أعوان الأمن في بن قردان يشتغلون بصفة طبيعية. وأشارت مصادرنا إلى وجود ما أسموه بالتململ والغضب في صفوف أعوان سلك الحرس الوطني بسبب عدم قيام آمر الحرس الوطني بأخذ كل الاحتياطات والاجراءات اللازمة لحماية الحدود من التهديدات الإرهابية. وشددت ذات المصادر على استياء أعوان سلك الحرس الوطني من عدم زيارة آمر الحرس الوطني مدينة بن قردان لرفع معنوياتهم وبسبب عدم قيامه باي اجراءات ملموسة لتجاوز كل الهفوات.