دعا رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي في حوار صحفي يوم الخميس الفارط إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية. وفي هذا السياق، اعتبر حزب حراك تونس الإرادة أن ما أعلن عنه رئيس الجمهورية "إمعان في تجاوز صلاحياته الدستورية وفرض نظام رئاسي خارج عن ضوابط الدستور، كما هو إمعان في المناورة واستمرار في نهج التخبّط والمكابرة ورفض الاعتراف بأزمة الحكم الهيكليّة وفشل الرباعي الحاكم نظرا لغياب رؤية وبرنامج وإرادة فعلية في الإصلاح". وأضاف الحزب، في بيان له اليوم الأحد، أن التلاعب بما وصفه ب"المصطلحات النبيلة" التي لا يختلف عليها اثنان مثل الحوار والمصالحة والوحدة الوطنية للتغطية على سياسات وممارسات لا علاقة لها بخيارات تم الإجماع عليها، من شأنه إفراغ هذه المعاني من كل قيمة وتأثير فتزداد الفوضى في العقول وفي القلوب وهو أمر ليس في مصلحة مواصلة بناء المنظومة الديمقراطية، حسب تعبيره. وأشار إلى ان خطورة الأزمة السياسية ناجمة عن مواجهة فشل صارخ لرئيس الجمهورية الذي "يحاول من خلال مبادرته الأخيرة توزيع هذا الفشل وخاصة التملّص من مسؤوليته فيه"، حسب نصّ البيان. وبيّن حراك تونس الإرادة ان الأوضاع التي آلت إليها البلاد من مؤشرات اقتصادية واجتماعية خطيرة من انخفاض الدينار وتواصل اقتصاد الصفر بالمائة والعجز التجاري المتفاقم ومخاطر الانفجار الاجتماعي جراء ارتفاع نسب البطالة والتدهور المستمر للمقدرة الشرائية للتونسيين علامات فشل الحكومي بائتلافها الرباعي ونتائج مباشرة لسياسات كان قد نبّه لتبعاتها الخطيرة، إلى جانب ما اعتبره فشل البرلمان في الاضطلاع بالدور الذي حدده له الدستور، وفق تأكيده. ولفت إلى انه بدل القيام بمراجعة جذرية للسياسات التي أدت إلى هذا الوضع تمخّض الجبل عن مبادرة قال إنها ستربك العمل الحكومي وتعطّله بانتظار حكومة جديدة مما سيفاقم الأزمة الاقتصادية والاجتماعية بتبعاتها الموجعة على حياة الملايين من التونسيين والتونسيات. ودعا حراك تونس الإرادة أحزاب المعارضة الديمقراطية والمنظمات الوطنية إلى التنادي من أجل تحشيد القوى لصياغة برنامج إنقاذ مرحلي يمثل خطة للخروج من المأزق ومواجهة التحديات العاجلة في انتظار المحطات الانتخابية الفاصلة.