مبادرة رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي الداعية لتكوين حكومة وحدة وطنية من أجل انقاذ البلاد من المخاطر التي تتهدّها،لاسيما الاقتصادية والمالية ولاجتماعية علاوة عن الارهاب والهاجس والامني، تكاد تتحوّل اليوم إلى مأزق خانق عمّق أزمة الدولة والحكم في ظلّ المسار الديمقراطي الهشّ والمتعثّر الذي تشهده تونس منذ الثورة في 2011. حركة النهضة التي تتقن جيدا فنّ المناورة السياسية أعادة خلط الاوراق بخصوص المبادرة فهي الداعية لتكوين حكومة سياسيّة بامتياز تراعي وزنها الشعبي والانتخابي البرلماني مع امكانية الابقاء على رئيس الحكومة الحالي الحبيب الصيد الذي رفع الفيتو في وجه القوى التي طالبته بالاستقالة محاولة تحميله لوحده مسؤولية الاخفاقات التي اعترت تجربة حكم الائتلاف الرباعي. تطوّر تعاطي رئيس الحكومة الحبيب الصيد مع الوضع الحالي يبدو أنه يعزى في جزء من خلفياته لموقف حركة النهضة. لهذا فإنّ النهضة رمت الكرة في ملعب رئيس الجمهورية وحركة نداء تونس في الوقت الذي تتموقع في موضع بيضة القبان في العملية السياسية الراهنة وما ستفرزه المشاورات بشأن تشكيل حكومة جديدة قد تشهد بقاء الحبيب الصيد مع تغيير في الهيكلة الوزراء وآليات العمل وتسيير شؤون الدولة من أجل التسريع في أنجاز الاصلاحات الكبرى المرتقبة. مسلسل مبادرة حكومة الوحدة الوطنية من الواضح أنه سيعرف فصولا جديدة خلال الايام القادمة ليفتح الباب على مصراعيه أمام كلّ الاحتمالات.