في لقائه بالقيادات الامنية، أكد السيد علي العريض رئيس الحكومة المؤقت أن زراعة الارهاب لن تثمر ولن تنتصر وليس لها مستقبل في تونس. في الساعات التي كان فيها رئيس الحكومة يعقد اجتماعه المضيق مع القيادات الامنية بالبلاد كان رجال تونس ونساؤها من الحرس والجيش الوطنيين يعيشون لحظات صعبة في منعرجات جبال الشعانبي الوعرة يترقبون في كل لحظة انفجار لغم جديد في سلسلة التفجيرات التي عشناها في الايام الاخيرة. في الوقت الذي كان فيه الوزير الاول يدين زرع الالغام التي ذهبت بأطراف خيرة رجال تونس كان عضوان من حركة النهضة التي تقود حكومة الترويكا يستقبلان شيخا سلفيا مصريا في مطار تونسقرطاج الدولي جاء من بعيد ليلقي خطبا في مساجدنا. لن نذهب في نقد افكار هذا السلفي التي من المفترض انها مخالفة نظريا لتوجه حركة النهضة ولكننا نذكر السيد علي العريض ومستقبلي هذا الشيخ أن هذا الاخير ناصر تنظيم القاعدة جهرا في أحد مساجد القاهرة ودعا الى نصرة اسامة بن لادن وحفظه في جهاده ضد ما يسمونه الشيطان الاكبر وهذا يعرفه القاصي والداني في أرض الكنانة. من هنا تنطلق زراعة الالغام يا سيادة الوزير! ما لم يفهمه ربما السيد علي العريض ان منع زراعة الارهاب ليس مجرد مواجهة مسلحة مع الارهابيين في جبال الشعانبي ولكنها مواجهة معهم في المساجد في قلب مدننا واريافنا ومنع لدروس الكراهية والتكفير التي يبثونها في بيوت الله. منع زراعة الارهاب هي ايضا حظر دخول اي شيخ أو داعية يثبت مناصرته الصريحة والضمنية للارهاب والعنف وهذا اجراء وقائي معمول به في كل الديمقراطيات التي تريد ان تقي شعوبها خطر العنف والارهاب. في الوقت الذي كان السيد علي العريض يحث الامنيين على مواجهة الارهابيين المتحصنين في الجبال كان رفاقهم من الجهاديين في تونس العاصمة يثنون عليهم في حربهم ويحرضونهم ضد من يسمونه "جندا وثنيا" و"طاغوتا" في اشارة الى جيشنا الوطني العظيم! في الوقت الذي كان فيه الوزير الاول يحدثنا عن استحالة زراعة الارهاب في بلادنا كان تكفيريون معروفون بالاسم والعنوان يقيمون دروسهم حول نواقض الاسلام وتكفير الحاكم والمحكوم المخالفين لشرع الله في مساجد مثل الفتح في قلب العاصمة وفي مساجد اخرى بالضاحية الشمالية واحياء التضامن وغيرها من المدن. من هنا بدأت زراعة الارهاب والالغام يا سيادة الوزير! كنا قد نبهنا في اكثر من مقال للدور السلبي والمتواطئ لوزير الشؤون الدينية نور الدين الخادمي وتركه لمساجد البلاد مرتعا للتكفيريين دون ان تتحرك الوزارة ولا السلط المعنية من أجل وقف هذا الانحراف والنزيف والاختراق. فأين انت يا سيادة الوزير الاول؟! للاسف يا سي العريض، عندما كنت في وزارة الداخلية وصلتك التقارير أولا بأول حول المساجد التي يسيطر عليها التكفيريون ولم تحرك ساكنا او هكذا اوحيت لنا وصرحت انك لن تكرر اساليب بن علي. هل كان يجب ان ننتظر قطع اطراف جنودنا وحرسنا الوطني الذين يمشون على الالغام حتى نقول لك اليوم:ان حجتك حق أريد بها باطل؟ الحق اننا لا يجب ان نمارس التعذيب والاعتقال على اللحية والجلباب ولكننا يجب ان نمنع دروس الكراهية والحقد والتكفير في مساجدنا. كل هذا لم تقم به يا سيادة الوزير وتركت الحابل على النابل فكان مصيرنا اننا نشاهد على المباشر أوصال جنودنا وحرسنا مقطعة والدماء تسيل. لكل هذه الاسباب نتهمك يا سيادة الوزير بالتقصير والتخاذل والتغافل عن زراعة الارهاب والالغام التي ازدهرت واشتد عودها اليوم قريبا منك ومنا، في مساجد البلاد والمساجد التي تحيط بك .. بقصر الحكومة بالقصبة.