طمأنت ردود علي العريض رئيس الحكومة المؤقتة وأعضاء حكومته وتحديدا وزراء الداخلية والدفاع الوطني والعدل والصحة العمومية نواب المجلس الوطني التأسيسي، إذ أكد وزير الداخلية ووزير الدفاع في كلمتهما على أن رجال الأمن والجيش يبذلون كل ما في وسعهم لتطويق الارهابيين المتحصنين بجبل الشعانبي، وأكد وزير العدل على ضرورة تطبيق قانون مكافحة الارهاب وتحدث عبد اللطيف المكي وزير الصحة عن الرعاية الصحية للأعوان المصابين ولم يخف نقص كبير في التجهيزات وخاصة سيارات الاسعاف.
رئيس الحكومة المؤقتة: ثلاثة مشاريع قوانين أمنية جاهزة ستحال قريبا على «التأسيسي» كشف علي العريّض رئيس الحكومة المؤقتة أن هناك ثلاثة مشاريع قوانين أمنية جاهزة تتعلق بالتعاطي مع التجمهر وحماية الأمنيين والمقرات الأمنية والحماية الاجتماعية للأمنيين سيقع عرضها قريبا على المجلس الوطني التأسيسي، وذكّر خلال جلسة الحوار مع الحكومة المنتظمة صباح أمس بقصر باردو بالعناوين الأربعة لبرنامج حكومته وهي بسط الأمن والاستقرار والتهيئة للانتخابات القادمة وحل المشاكل الاقتصادية والاجتماعية ودفع العدالة الانتقالية ومقاومة الفساد. وبين أن الحكومة نظمت جلسات امنية عديدة ومتتالية بحضور كل المتدخلين وتم خلالها تحديد السياسيات الامنية القائمة على الانتشار المستمر بالتعاون مع الجيش وملاحقة العناصر المورطة في العنف والارهاب واستجماع المعلومات وتطوير القدرات في تحديد التهديدات الداخلية والخارجية لتونس وملاحقة شبكات التهريب ومتابعة مغتالي شكري بلعيد والتصدي لمظاهر الفوضى وحماية الحدود وتكثيف الدوريات ومضاعفة الجهد للتصدي لمظاهر الانزلاق وتكريس العمل وفق ما يضبطه القانون. وتحدث علي العريض عن الجهود المبذولة لتحسين اوضاع الامنيين، وبين أن تحسن الوضع الامني هو نتيجة تطور محمود لأطراف سياسية واجتماعية نحو التعاطي الهادئ مع الأوضاع رغم استمرار البعض نحو التصعيد والتشنج واعتماد خطابات حادة سواء من أقصى اليمين أو اقصى اليسار. ولدى تطرقه إلى مسألة الارهاب بين أن وحدات الأمن انطلقت منذ سنة في مواجهة الافراد والمجموعات وخاضت معها مواجهات متعددة سقط فيها موتى وجرحى وحرقت مراكز أمن.. وقال :"خضنا ونخوض معركة مقاومة الإرهاب على جميع الأصعدة.. على مستوى المساجد والتظاهر ات العشوائية وشبكات التسفير الى الخارج وشبكات تهريب السلاح والشبكات التي تستعد للقيام بعلميات ارهابية". ◗ بوهلال
وزير الدفاع الوطني: تعاون تونسي جزائري لمطاردة الارهابيين بين رشيد الصّباغ وزير الدفاع الوطني أن هناك اتصالات وثيقة بين الجيش التونسي والجيش الجزائري وتعاون مثمر من أجل مطاردة الارهابيين الى حين استئصالهم. وذكر أن الجيش الوطني ساهم في التصدي للإرهاب وفي عمليات التمشيط وأمن حوالي 2013 عملية تمشيط بمعداته المحدودة المتمثلة في آلات الكشف عن الالغام والأسنان ولكن، ونظرا لكون تلك الألغام يدوية الصنع وكانت في اوعية بلاستيكية استحال كشفها. وطمأن الوزير أنه سيتم في المستقبل القريب تدريب الكلاب على كشف نوع المتفجرات المستعمل من قبل تلك المجموعة الارهابية. ◗ بوهلال
وزير العدل : الحل.. في قانون الارهاب لدى إجابته عن أسئلة النواب ذكر وزير العدل نذير بن عمو أنه لا أحد من النواب غير واحد فقط دعا صراحة لتفعيل قانون الارهاب، وبين أن هذا القانون على عيوبه يمكن أن يحقق النتائج التي يطالب بها النواب وهي عدم التسامح على الارهابيين وأضاف أن الحل والمعالجة القضائية ستكون بتفعيل قانون الارهاب ليقع مركزة التتبعات والمحاكمات وفي نفس الوقت سيقع نزع التجاوزات الموجودة في هذا القانون بضبط قائمة دقيقة في الجرائم الارهابية الحقيقية، مع تركيز وحدة بالتعاون مع مصالح وزارة الداخلية لحماية القضاة وعائلاتهم. ودافع وزير العدل عن النيابة العمومية وبين أن أمامها عملا ثقيلا وملفات عديدة، وليس ملفات العنف فقط. ولدى حديثه عن الارهاب بين أن الجرائم والوقائع على اختلافها القصد منها واحد وهو افشال مسار البناء الديمقراطي وضرب مقومات المجتمع التونسي من الأساس.
وزير الداخلية: القبض على 39 عنصرا من المجموعة الارهابية قدم لطفي بن جدو وزير الداخلية أمس لنواب التأسيسي وقبل ذلك للاعلاميين في لقاء صحفي عقده بمقر المجلس، معطيات عن العمليات الإرهابية الأخيرة المسجلة في جبل الشعانبي، وعن تسفير الشباب إلى سوريا. وبين أنه تم أمس القبض على أحد عناصر المجموعة الإرهابية ليرتفع عدد المقبوض عليهم إلى 39 شخصا وأكد أن الارهابيين لم يغادوا الجبال منذ ديسمبر الماضي. كما ذكر أنه تم منع الف شخص خلال شهر واحد من السفر إلى سوريا وتفكيك 5 شبكات مختصة في التسفير وعناصرها الآن أمام القضاء. ففيما يتعلق بأحداث جبل الشعانبي، بين وزير الداخلية المؤقت أن معطيات استعلاماتية وردت منذ شهر ديسمبر على الامن والجيش مفادها وجود بعض الفارين من الجزائر ومالي بمعية بعض التونسيين صعدوا جبل الشعانبي، ومنذ ذلك التاريخ رابطت وحدات الجيش والحرس في المكان بهدف محاصرة هؤلاء الذين يسمون أنفسهم بكتيبة عقبة ابن نافع ولهم ولاء لنظام القاعدة في المغرب العربي. ولكن لا توجد معطيات تؤكد أنهم جزء من القاعدة كما لا توجد معلومات حول ما إذا كانت لهم علاقة بأنصار الشريعة في تونس، وتفرعت عن هذه المجموعة الارهابية مجموعة ثانية قصدت جبال الكاف وهي تتنقل بين جبال الكاف والطويرف وجندوبة. وأضاف وزير الداخلية :" نحن نعرف أسماءهم جميعا وهوياتهم وسوابقهم فردا فردا وهذا نتيجة عمل استعلاماتي كبير ومن يدعي عدم وجود استعلامات بحل جهاز امن الدولة لا يعرف ان هناك اجهزة اخرى وفرقا مختصة وفرق مكافحة الارهاب والادارة المركزية للاستعلامات والادارة العامة للمصالح الفنية والادارة العامة للمصالح المختصة وفرق الأبحاث والتفتيش في كل ولاية". وقال الوزير :"سنحاصر الارهاب وندفعه عن وطننا وبفضل الامن والحرس والجيش لن يدخل الى المدن والقول ان جبل الشعانبي فوق بركان فيه مبالغة شديدة كما القول ان الوضع هين ايضا فيه مبالغة شديدة". وعن سؤال يتعلق بسبب عجز الأعوان عن كشف الالغام بين أن الأمر معقد لأن المجموعات الارهابية تختار الفخاخ والألغام المصنوعة يدويا من الأمونيتر والقليسرين وتوضع فيها حقنة وتتفجر عند الدوس عليها أكثر من مرّة. ولكن بعد معرفة مكوناتها سيتم جلب المعدات الكفيلة بكشفها. وأضاف وزير الداخلية أن قانون الارهاب ساري المفعول ولم يلغى ولا يجب الخجل مبدئا من اللجوء اليه لكن لا بد من تنقيحه.