بعد غياب ناهز سبع سنوات عاد النادي الإفريقي ليكون أحد أضلاع الدور نصف النهائي لكأس تونس الذي يبقى أكثر الأندية التونسية تواجدا ضمنه.. تأهل الأفارقة على حساب نجم المتلوي ترك خلفه نقاطا ايجابية بالجملة وهو ما عده جانب هام من الجماهير مؤشرا واعدا لقادم أفضل بعد موسم للنسيان.. الإطار الفني أغلق صفحة مباراة الأمس وانصرف للإعداد لمواجهة المستقبل الرياضي بالمرسى التي يعني تجاوزه بلوغ النهائي الأول منذ موسم 2006 وربما أيضا مقعدا في كأس الاتحاد الإفريقي "كاف" للموسم الجديد لو تأهل الترجي الرياضي على حساب الملعب القابسي.. يحيى أيام زمان قبل أيام من لقاء المتلوي جمعتنا بالمعد البدني أنيس الشعلالي دردشة خاطفة تحدثنا خلالها عن الحضور البدني للمجموعة خصوصا أن ستة أسابيع تعد فترة غير كافية.. الحديث جرنا إلى وسام يحيى وبلال العيفة وكان الشعلالي واثقا جاهزيتهما وهو ما تابعناه يوم أمس حيث لاح جليا أن بلال قد تخلص من الوزن فاستعاد رشاقته المعهودة أما وسام فنال كل الامتياز.. صحيح أن عدة لاعبين حصدوا الثناء ليس أقلهم صابر خليفة لكن "الغولدن بوي" كان العلامة الفارقة ويمكن التأكيد أن نجاحه هو الذي أدى إلى تفوق الإفريقي على منافسه.. وسام لم يستغن فقط عن بعض الكيلوغرامات بل أيضا تخلص من بعض السنوات معيدا نفس الصورة التي رسمها لسنوات في مخيلة الجمهور.. لمسة اليعقوبي قد يكون من السابق لأوانه تقييم عمل المدرب قيس اليعقوبي لكن من يعرف مدرب الإفريقي عن قرب يعي جيدا أن ما قدمه الفريق يوم أمس من عطاء غزير يكشف قيمة العمل المنجز في الفترة الماضية.. وفي الحقيقة فإن الأمر كان متوقعا فخلال بداية التحضيرات كنا قد تعرضنا لأسلوب العمل الذي انطلق في انجازه اليعقوبي وخاصة طريقة تواصله والرسائل التي يمررها للاعبين.. قيس يملك الثقافة الكافية وهو من المدربين التونسيين القلائل الذين تلاقوا تكوينا جامعيا كما أن تجربته كلاعب ثم كمحلل في أهم قناة رياضية عربية "البي اين سبورت" مكنته من أدوات العمل الضرورية.. وحتى لا نحصر الأمر في اليعقوبي فإن تشكيل إطار فني من أبناء النادي (الرويسي والسايبي والشعلالي) كان له الأثر الجيد في إعادة روح الانتماء التي غابت عن الإفريقي لمواسم حتى خلناها لن تعود.. رب ضارة نافعة لم يكن ظهور حمزة العقربي في لقاء الأمس منتظرا فالإفريقي بحث عن تأهيل الجزائري بلخيثر إلى غاية آخر لحظة لكنه لم يوفق في مساعيه ليكون التعويل على حمزة اضطراريا.. العقربي افتك الإعجاب في أول ظهور بعد أكثر من سنة عن الإصابة اللعينة التي تعرض ورغم أنه لم يقدم أداء العادة إلا أنه أبى غلا ترك بصمته والدليل توزيعاته العرضية المتقنة التي أتت بهدف الافتتاح.. حمزة نال ثناء اليعقوبي للعطاء ولكن خاصة للشجاعة فليس من السهل أن تخوض 90 دقيقة كاملة بعد أكثر من سنة من الابتعاد عن أجواء المباريات الرسمية..