ثمّن الخبير الاقتصادي معزّ الجودي كلمة يوسف الشاهد لما تضمنته من قوة خطاب من شأنه أن يزرع الثقة لدى رجال الاقتصاد إضافة إلى مصارحته للشعب التونسي، على حدّ وصفه. وأفاد معز الجودي أنّ الأرقام التي قدمها الشاهد تعكس صعوبة الوضع الاقتصادي الذي تمرّ به بلادنا. وأضاف الجودي، في تصريح لحقائق أون لاين اليوم الجمعة 26 أوت 2016، أنّ حكومة الحبيب الصيد غالطت الشعب التونسي والخبراء، لافتا الى أنه يجري الحديث عن نسبة 53 و54 بالمائة من نسبة الميدونية سواء من قبل الصيد ووزرائه فضلا عن الموقع الرسمي لوزارة المالية، في حين أن الشاهد أعلن اليوم على قيمتها التي وصلت إلى 62% من الناتج المحلي الخام. ودعا الجودي إلى فتح تدقيق مالي شامل فيما يخصّ المديونة التي ارتفعت خلال السنوات الخمس الماضية الى ما نسبته 22 بالمائة، مطالبا بالتحقيق في مصير الاف المليارات التي تداينتها تونس، خاصة أنها لم توظف لا في المشاريع ولا في البنية التحتية. كما بين أنه حتى لو تم استغلالها في النفقات سيبقى المعدل مرتفعا ويدعو للريبة في مصادر استغلالها. ولفت إلى أن نسبة المديونية التي تتجاوز 60 بالمائة تجعل الدولة في تبعية وخاضعة لبعض الاملاءات والشروط. أما بخصوص تراجع إنتاج الفسفاط بنسبة 60% ممّا عاد بنا إلى سنة 1928، أكد الجودي أن مثل هذا العدد والتعطيل في الانتاج تقف وراءه لوبيات، واصفا الامر بالاعتداء على ثروات البلاد والأمن القومي وبمثابة الخيانة العظمى. يذكر أنّ يوسف االشاهد تحدث في كلمة له ألقاها في افتتاح الجلسة العامة، عن نسبة النموّ والتي قدرت ب 1.5%، وتراجع إنتاج الفسفاط بنسبة 60% ممّا عاد بنا إلى سنة 1928، وارتفاع كتلة الأجورمن 6.7 مليار دينارسنة 2010 الى ما قيمت 13.4 مليار دينار 2016، وتسجيل 650 ألف عاطل عن العمل. كما تحدث عن ارتفاع النفقات ممّا أدّى إلى عجز ميزانية الدولة،تراجع ميزان الدفوعات الخارجي مع تراجع مداخيل العملة الصعبة وتراجع الدينار. وأضاف "وضعنا في 2017 سيكون أصعب بكثير، سنكون مجبرين على اتباع سياسة التقشّف وتقليص مصاريف الصحّة والضمان الاجتماعي، كما سيتمّ الترفيع في الضرائب".