شهد أوت الماضي، أعلى معدل لسقوط الضحايا المدنيين في القرى الحدودية جنوبي السعودية، منذ انطلاق عملية “عاصفة الحزم” في اليمن ضد جماعة “أنصار الله” (الحوثيين) وقوات الرئيس اليمني السابق، علي عبد الله صالح، في مارس بعد سقوط 19 قتيلا مدنيا، و43 مصابا. وخلافاً للمعارك المندلعة، داخل المحافظات اليمنية، وصل القتال خلال الشهر الماضي، بين الجيش السعودي من جهة، و”الحوثيين” و”قوات صالح”، من جهة أخرى، في منطقة الشريط الحدودي الجنوبي للسعودية، إلى ذروته، مخلفاً خسائر في صفوف المدنيين بالمملكة، هي الأكبر منذ اندلاع الحرب. وبحسب إحصاء أجرته “الأناضول”، استناداً لبيانات رسمية، فقد قتل خلال أوت الماضي، 22 شخصا بينهم 19 مدنيا (معظمهم سعوديين) و3 عسكريين، فيما أصيب 43 مدنيا آخرون. وتصاعدت العمليات العسكرية على الحدود اليمنية – السعودية، بعد انهيار هدنة قادها زعماء قبليون في مارس، بين المملكة من جهة، و”الحوثيين” و”قوات صالح”، من جهة أخرى. ويستخدم التحالف في غاراته، مقاتلات من طراز (F16) والأباتشي، والآلايت المدفعية التي غالبا ما تستهدف معاقل “الحوثيين” في محافظة صعدة. ولا تمتلك السعودية رقما دقيقا لضحايا تلك الضربات الجوية، ففي حين تعلن وسائل إعلام رسمية سعودية، مقتل العشرات من “الحوثيين” و”قوات صالح”، وخصوصا المتسللين للأراضي السعودية، يتكتم “الحوثيون” على قتلاهم في المعارك، ويلجأون إلى نشر الضحايا المدنيين فقط.