نفى وزير التربية ناجي جلول أن يكون قد تسبب في تعطيل الحوار بين نقابة التعليم الثانوي والوزارة في أعقاب الجلسة التفاوضية التي انعقدت اليوم. وأفاد ناجي جلول، في تصريح خص به حقائق أون لاين اليوم الجمعة، بأن الاجتماع قد رفع باعتبار أن ممثلي نقابة التعليم الثانوي قد طرحوا نقاطا لم تكن ضمن جدول أعمال الجلسة المتفق عليه مسبقا. وذكر أن جدول الأعمال كان يتضمن نقطة واحدة تتعلق بملف الأساتذة النواب مؤكدا أنه قد اقترح أن يتم انتدابهم على مراحل وفق صيغ تقوم على الإدماج في مسار تكويني قبل إجراء امتحان يشرف عليه المتفقدون للحسم في مسألة الانتداب النهائي. في ذات السياق أبرز ناجي جلول أن عملية الانتداب ستكون بصيغة عقود لأساتذة عرضيين مشددا على أن الاختبار الذي سيجرى عقب مرحلة التكوين هو المحدد للانتداب الرسمي والنهائي. ونفى وزير التربية وجود نية لانتداب الأساتذة والمعلمين دون إجراء عملية تكوينية وامتحان سيكون للمتفقدين فيه الكلمة الفاصل، وفق تعبيره. وأضاف الوزير أن نقابة التعليم الثانوي قد أرادت في اجتماع اليوم التناقش حول الملف الذي يعرف ب"الزائد عن النصاب" مشيرا إلى أنه ملف يشمل 6 ألاف أستاذ يخلفون ساعات مهدورة تتكلف على المجموعة الوطنية من ميزانية الدولة حوالي 148 مليون دينار سنويا في قطاع التعليم الثانوي، وفق قوله. وبين أنه قد رفض الخوض اليوم في هذا الملف فضلا عن ملف الإعداديات التقنية الذي شدد على أنه من أنظار لجان الإصلاح التربوي. كما أشار ناجي جلول إلى أن وفد النقابة قد حاول التطرق أيضا إلى موضوع الأستاذ الذي قام بشتمه ما تسبب في إحالته على مجلس التأديب مشددا على حقه في القيام بذلك. وأكد أن وفد نقابة التعليم الثانوي أراد في اجتماع اليوم طرح موضوع الإعداديات التقنية التي صدر قرار بإغلاقها مشددا على أن هذا الموضوع لم يكن ضمن جدول الأعمال ومبرزا في ذات الوقت أن المدارس التقنية تكلف خزينة الدولة 15 مليون دينارسنويا . في ذات الشأن اعتبر وزير التربية ناجي جلول بأن الإشكال في قطاع التربية يتعلق بجودة المنظومة التربوية وبمدى تماشيها مع حاجيات البلاد والمجتمع وسوق الشغل. وبحسب ناجي جلول، تشير آخر الاحصائيات المسجلة إلى أن الوزارة توفر حوالي 25 أستاذ ل20 تمليذ فقط وتوفر حوالي 8 موظفين لكل تلميذ مشددا على أن هذه المسألة في حاجة إلى المراجعة معربا عن استغرابه من تسجيل هذا الرقم. واستغرب وزير التربية دعوة عدة أطراف إلى التسريع في الإصلاح التربوي بالتوازي مع حلحلة ملف الانتدابات والحال أن تكلفة التلميذ التونسي هي من أغلى التكاليف في العالم واصفا الأرقام المسجلة بالغريبة. وفي ختام تصريحه أعرب عن تمسكه وتشبثه بالحوار كمبدأ لحلحلة كل الإشكاليات العالقة مع الطرف النقابي داعيا إلى إيلاء ملف الإصلاح التربوي الأولوية القصوى بالنظر إلى الانتظارات الشعبية في هذا المجال. وجدد عزمه المضي في مشروع الاصلاح التربوي ضمن المقاربة التشاركية التي أقرها منذ توليه الوزارة مع بقية الأطراف الشريكة على غرار الاتحاد العام التونسي للشغل. يشار إلى أن الكاتب العام المساعد للنقابة العامة للتعليم الثانوي فخري السميطي قد اتهم ناجي جلول، إثر تعليق الجلسة التفاوضية، بالحياد عن برنامج الجلسة قائلا في تصريح سابق لحقائق أون لاين "إن جلول قد حاد عن برنامج الجلسة".