مطلوب ثقافة التكوين بدل ثقافة الامتحانات أعلن أمس وزير التربية ناجي جلول عن قرار الوزارة إعادة المدارس العليا لتكوين المعلمين والأساتذة والاستغناء عن منظومة ال«كاباس» بهدف الرفع من المستوى التكويني للمدرسين معتبرا أن مردّ تدني مستوى الأساتذة والمعلمين تراجع مستوى التعليم العالي وطول سنوات البطالة بالنسبة للمتخرجين قبل النجاح في مناظرة ال«كاباس». وأبرز جلول في لقاء اعلامي مشترك مع نقابتي التعليم الثانوي والمتفقدين انتظم بمقر الوزارة أنه سيتم تكوين مديري المؤسسات التربوية لمدة سنة بعد انتدابهم لإكسابهم مهارات التسيير العملية إلى جانب المهارات النظرية، مع الترفيع في أجورهم وإعطائهم القيمة التي يستحقونها نظرا لأهمية هذه الخطط التي تعكس صورة المؤسسة التربوية وفق تعبيره . وكشف ناجي جلول عن جملة من الإجراءات التي اتخذتها الوزارة في إطار عملها على إصلاح المنظومة التربوية بالاتفاق مع النقابات العامة للمتفقدين والتعليم الثانوي والقيمين، لافتا إلى أن الإصلاحات المبرمجة تهدف إلى تحسين المنظومة التربوية التي تعاني من عديد الإشكالات . وأبرز وزير التربية أن الإجراءات المتخذة تأتي نتيحة للحوار الوطني الذي شاركت فيه مختلف الأطراف المعنية بالتربية والتعليم. وقال إن الإجراء الاول يتمثل في إحداث مجلس مؤسسة في جميع المؤسسات التربوية يضم ممثلين عن الاساتذة وعن الإدارة وعن التلاميذ وعن الأولياء لمعالجة إشكال غياب التواصل داخل المؤسسات التربوية ولحل الإشكاليات المتعلقة بالمؤسسة بشكل متشارك لترسيخ ثقافة الحوار بين جميع الأطراف المتدخلة في الشأن التربوي. وأضاف وزير التربية أن الوزارة قررت تنظيم أسبوع وطني للتصدي للعنف لمناهضة سلوك الإعتداء على الإطارات التربوية من أساتذة ومعلمين وإداريين وعملة، نظرا لتفشي هذه الظاهرة خلال السنوات الأخيرة وتأثيرها على سير العملية التربوية. وفي ما يتعلّق بنظام الإمتحانات أعلن وزير التربية أن مراجعة منظومة تقييم التلاميذ عبر إلغاء الأسبوع المغلق تأتي مواكبة للنظم التعليمية في جميع دول العالم مشيرا إلى ان التخفيض من وتيرة الإمتحانات سيقلص من حجم الضغوطات المسلّطة على التلاميذ والأساتذة والمؤسسات التربوية. وأشار جلول إلى أن معدل عدد أيام الدراسة والتكوين هو الأقل في تونس، مؤكدا على أنه سيقع خلال السنة الدراسية الجارية دمج الثلاثيين الثاني والثالث على مستوى التكوين والتقييم حيث سيجري التلاميذ فرضي مراقبة خلال الثلاثي الثاني وسيقع اختيار العدد الأعلى بينهما لتقييم التلميذ، وفرضا نهائيا في نهاية الثلاثي الثالث، مبرزا أن مثل هذا الإجراء سيمنح التلميذ 97 يوما إضافيا من التكوين خلال السنة الدراسية. ودعا في السياق ذاته إلى ضرورة التخلي عن ثقافة الامتحانات وتغييرها بثقافة التكوين لتحسين مستوى التعليم ومستوى المتخرجين لافتا إلى أن السنة الجديدة ستحمل ما لا يقل عن مائة إجراء يتعلق بالإصلاح التربوي . وذكر جلول أن دليل التوجيه الجامعي سيتضمن مستقبلا شعبة جديدة وهي التوجيه نحو مدارس تكوين المعلمين. من جانبه أعلن الكاتب العام لنقابة متفقدي التعليم الثانوي أحمد الملولي الاتفاق على دمج الثلاثية الثانية والثالثة في مرحلة تقييميّة واحدة وضبط امتيازات جديدة لاحتساب أعداد فروض المراقبة والمعدل النهائي للتلاميذ. ويشار إلى أن الندوة الصحفية المشتركة بين وزير التربية والنقابات سبقها اتفاق تم خلاله التوقيع على جملة من الإصلاحات تمهيدا لاعتماد نظام السداسيات السنة القادمة.