أكد رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي أن ثورة 14 جانفي لم تكن ضد الظلم والاستبداد والفساد فحسب بل كذلك ضد ما أسماه ب "العلاقات المشبوهة" وخاصة مع الكيان الصهيوني وذلك في إشارة إلى الاغتيالات التي طالت بعض القيادات الفلسطينية على ارض تونس. وأوضح على صعيد آخر أن الثورة التونسية توفقت في تحقيق خطوات هامة في اتجاه تجسيم أهدافها ملاحظا أن "ممارسة الحرية قد تؤدي أحيانا إلى تجاوز القانون بما يهدد استقرار البلاد ويجعلنا أمام خيارين إما الحرية والنظام والتنمية والنهوض بالبلاد أو اختلال التوازن بين هذه المقومات والدخول في فوضى وهو ما يتنافى مع أهداف الثورة" على حد قوله. وفي حديثه عن الحراك السياسي والحزبي الراهن أكد الغنوشي أن الساحة السياسية متجهة لتحقيق ما اسماه "النضج" مشيرا إلى إمكانية فتح المجال للاندماج مع بعض الأحزاب ذات التوجه الإسلامي. وشدد في سياق متصل على ضرورة أن تكون عمليات الاندماج بين الأحزاب "دعامة للبناء" منبها إلى أن "أي محاولة لإزاحة النهضة ستجر البلاد إلى فوضى لا تخدم المصلحة الوطنية في شيء" حسب تعبيره.