أعلن أكثر من 180 قيادي في الحزب "الديمقراطي التقدمي" التونسي، عن انسحابهم من ائتلاف الحزب الجمهوري "الحزب الوسطي الكبير"، الذي تأسس يوم 10أبريل الجاري، ويضمّ عددًا من الأحزاب الوسطية أبرزها الحزب الديمقراطي التقدمي وحزب آفاق تونس، والبدء في مشاورات لتشكيل إطار سياسي جديد يتناسب مع قناعاتهم. وقال المنسّق العام للتيار الإصلاحي الديمقراطي التقدّمي، محمّد الحامدي، إنّ "هذا الانفصال يأتي لتقديرنا أن الانتماء لهذا الحزب لم يعد يعبّر عن قناعاتهم، وأنّ قيادة الحزب (ميّة الجريبي) تواصل انفرادها بالقرار الحزبي وتتمادى في ذات الأداء السياسي، الذي أدّى إلى هزيمتنا في انتخابات 23 أكتوبر الماضي، وبدّد القيمة الاعتبارية التي راكمها الحزب بنضالاته أيام الاستبداد، وبخاصّة بعد أن تمكّنت هذه القيادة المتنفّذة في المؤتمر الأخير وبوسائل غير ديمقراطية من إجهاض فرص الاصلاح غالبية المطالبين به"، مشددًا على أنّ "المناضلين الذين أعلنوا انفصالهم ليسوا سعداء بالانفصال في سياق توحيدي، لكن نحن نفرّق بين توحيد حقيقي، وبين محاولات التجميع بين الغثّ والسمين، وهناك توجه عبر عن رغبة في الاصلاح، قابلتها قيادة رافضة للإصلاح، ومتمادية في انتهاج السلوك نفسه، الذي لم يتغير رغم الانتكاسة الانتخابية السفرة والتي كانت نتيجة أخطاء الأداء والسلوك السياسي". وأكّد المنسّق العام للتيار الإصلاحي، على هامش مؤتمر صحافي عقده الاثنين في العاصمة تونس، أنّ "هذا الكيان السياسي لم ينشأ خلال المؤتمر الأخير للحزب الديمقراطي التقدمي (8 و9 و10أبريل الجاري، والذي تم تحويله إلى مؤتمر توحيدي أفرز ميلاد الحزب الجمهوري)، بل نشأ منذ فترة وبرز في محطات عديدة، أخصّ بالذكر منها الانتكاسة التي مُني بها حزب الديمقراطي التقدمي خلال انتخابات أكتوبر الماضي"، موضّحًا "رغم أننا صبرنا كثيرًا إلا أن آخر آمالنا تبخرت عقب المؤتمر الذي أثبت نية لاجتثاث التيار الاصلاحي في الحزب، وأدخل الخط السياسي للديمقراطي التقدمي في منطقة العواصف وفقد بوصلته السياسية". وأعلن المنتسبون إلى التيار الإصلاحي في الحزب الديمقراطي التقدّمي، حسب بيان قام التيار بتوزيعه على وسائل الإعلام، عن "تحمّلهم مسؤولية عدم الوقوف بما فيه الكفاية ضدّ الأخطاء التي ارتكبتها قيادة الديمقراطي، وإن كان تقصيرنا هذا مردّه انضباطنا الحزبي واعتقادنا بأنّ الاصلاح لا زال ممكنًا، فإننا نعتذر لشعبنا ومناضلينا عن ذلك، وإن مواصلة العمل السياسي ضمن قوى المعارضة الديمقراطية المعتدلة بالاستناد إلى الإرث النضالي للديمقراطي التقدمي، وبانخراطنا التام مع جماهير شعبنا في تحقيق أهداف الثورة في الحرية والكرامة".