دعت الطائفة اليهودية في تونس، رئيس الحكومة، حمادي الجبالي، ورئيس المجلس التأسيسي مصطفى بن جعفر إلى فتح تحقيق "جدّي" بشأن التصريحات التي صدرت أخيرًا عن إحدى أعضاء المجلس الوطني التأسيسي، وحذرت فيها من أن تُصبح جزيرة جربة (480 كلم جنوب شرق تونس) "فلسطين ثانية" نتيجة ما أسمته "بيع الأراضي الجزيرة إلى اليهود الأجانب". وعبّر يهود تونس في بيان رسمي، وصل "العرب اليوم" نسخة منه عن خشيتهم من "أن يكون الهدف من العملية التي تقودها عن سوء نية بعض الأطراف، ضرب للمثال التاريخي في التعايش اليهودي الإسلامي في جربة، ومعاقبة أهالي المنطقة على تعايشهم، وضرب أهم مقوم اقتصادي للمنطقة وهو السياحة". وكانت النائبة عن حركة النهضة الإسلامية الحاكمة، في المجلس التأسيسي بسمة الجبالي قالت إنّ "عمليات بيع الأراضي لليهود الأجانب في جزيرة جربة، التي تقطنها غالبية الطائفة اليهودية في تونس، تُنذر بتكرار نفس مأساة فلسطين". وقال بيان الطائفة: "فوجئنا مرة أخرى بتصريحات معادية لليهود التونسيون، وهذه المرة تصدر هذه التصريحات عن نائبة بالمجلس الوطني التأسيسي، إذ أطلقت اتهامات دون وازع لتقول إن جربه التي مثلت بأبنائها قلعة للتسامح والعيش المشترك بين التونسيين منذ آلاف السنين تشهد اليوم عملية بيع للأراضي وتربطها بقضية فلسطين ومحاولة اتهام اليهود التوانسة بأنهم يكررون ما قامت به الحركة الصهيونية في فلسطين، في محاولة إسقاط غبية على الواقع التونسي، واتهام خطير لليهود بمحاولة تكرار المأساة الفلسطينية في تونس". والتمست الطائفة اليهودية من رئاستي الحكومة والمجلس التأسيسي "النظر في إمكانية فتح تحقيق لكشف الحقيقة للرأي العام الوطني درءا لأية شبهة تضر باليهود وتجنبهم الشك وتبعد عنهم ظاهرة الكراهية التي تنامت بعد الثورة"، قائلة "نرجو أن تأخذوا مطلبنا بجدية حتى لا تكون هذه السنة سابقة في تاريخ تونس بإلغاء احتفال له رمزيته وقدسيته وينتظره مئات اليهود في جميع أصقاع العالم خاصة وقد أعددنا له ليكون هذه السنة نموذجيا و يبرز وجه تونس الاعتدال والانفتاح والوسطية". وفي تصريح ل "العرب اليوم" قال بيريز طرابلسي، رئيس الطائفة اليهودية بجزيرة جربة، "إنّ ما بدر عن النائبة بسمة الجبالي من شأنه أن يعكر الأجواء قبل أيام قليلة من زيارة الغريبة، ومن شأنه أن يؤثر على الموسم السياحي رغم ما يبذله أهالي جربة على مختلف دياناتهم من محاولات ومساع لاستقدام السياح إلى تونس وإلى الجزيرة بصفة خاصة"، معبّرا عن استغرابه مما أسماه "الخلفية الثقافية التي تحدثت بها نائبة في المجلس التأسيسي والتي من المفروض أن تكون أسمى وأرقى من هذا التفكير". وأكّد الطرابلسي أنّ "يهود تونس يحملون الجنسية التونسية، لهم نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات، وبالتالي يحق لهم البيع والشراء مثلما يحق لأي تونسي آخر، ومن يشتري أرضًا أو أي شيء آخر يشتريها بوصفه تونسيًا وليس يهوديًا". من جانبها نفت النائبة بسمة الجبالي إساءتها لليهود، قائلة في تصريح إذاعي، الخميس "لقد تمّ تأويل تصريحي في الاتجاه الخاطئ فأنا لم أشر بالمرة إلى اليهود". وأوضحت الجبالي أنّ ما قصدته من تحذيرها "هي عمليات بيع غريبة ومشبوهة وممنهجة للأراضي والعقارات في الجزيرة من قبل سماسرة يتولون بعد ذلك التفويت في ما اشتروه لأجانب من جنسيات فرنسية وأميركية". ويأتي هذا الجدل قبل أيام قليلة من "موسم حج اليهود" إلى معبد الغريبة في جزيرة جربة، كما يتزامن مع بدء توافد العشرات من يهود أوروبا على الجزيرة استعدادًا لإقامة احتفالاتهم الدينية في معبد الغريبة يومي 9 و10 مايو/ أيار الجاري. كما يتزامن هذا البيان من الطائفة اليهودية في تونس، مع تحذير إسرائيل لرعاياها بعدم السفر إلى تونس، نظرًا لوجود استعدادات لمهاجمة أهداف إسرائيلية أو يهودية في تونس. وقالت هيئة مكافحة الإرهاب في إسرائيل، في بيان لها الخميس "هناك خطر كبير في جزيرة جربة التونسية التي تستعد لإقامة احتفالات يهودية في معبد الغريبة ما بين 9 و10 من أيار/مايو الجاري. وقال البيان "على ضوء معلومات تشير إلى استعدادات لشن عمليات إرهابية في تونس ضد أهداف إسرائيلية ويهودية، وخصوصًا ضد الزوار الإسرائيليين الموجودين في جربة تشدد هيئة مكافحة الإرهاب على توصيتها بالامتناع عن السفر إلى تونس".