أكّد حزب جبهة الإصلاح التونسي (سلفي)، حصوله على تأشيرة العمل القانونية، ليكون بذلك أوّل حزب سلفي في تونس الذي يحصل على ترخيص من وزارة الداخلية. ويأتي هذا الترخيص بعد رفض الحكومة الانتقالية السابقة، منح هذا الحزب الترخيص بحجّة أنّ بعض مؤسسيه حوكموا في قضايا أمنية، أواخر الثمانينات، في إشارة إلى المحاكمات التي تعرّض لها الآلاف من قيادات الحركة الإسلامية. و قال أحد قيادي ومؤسسي الحزب، نوفل ساسي، "جبهة الإصلاح هو حزب قائم على منهج السنة والجماعة بمفهوم سلف الأمة الصالح، حسب تعبيره لدى توضيحه الخلفية العقائدية للحزب"، وأكّد أنّ "حزبه معتدل ويؤمن بآليات العمل الديمقراطي والدولة المدنية وخيارات الشعب الانتخابية"، معتبرًا أنّ "حزب جبهة الإصلاح ليس جديدًا عن الساحة السياسية في تونس وإنما هو امتداد لتاريخ طويل من النشاط السري ضد نظام بن علي منذ الثمانينات تاريخ صدور أول بيان تأسيسي له"، حسب ما نقله عنه موقع "خفايا". وحسب أدبيات الحزب التي اطّلع "العرب اليوم" على جزء منها فإنّ البرنامج السياسي لحزب جبهة الإصلاح بهدف أساسًا إلى "استعادة الحياة الإسلامية بإقامة الدولة الإسلامية التي تطبق الإسلام وتحكّم الشريعة في شتى مجالات الحياة"، إلى جانب "العمل على وحدة الأمة الإسلامية باعتبارها واجبا شرعيا وضرورة سياسية واقتصادية، وحقًا مشروعًا لجميع شعوبها". كما يقترح الحزب أن تكون الشريعة الإسلامية المرجعية الأساسية في كتابة الدستور والمصدر الوحيد في التشريع مع الاستفادة بما أنتجته المدنية المعاصرة التي لا يتناقض مع أصول الشريعة، ويدعو إلى تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية في جميع مجالات الحياة السياسية، والاقتصادية والاجتماعية. وكان هذا الحزب كشف أنه لا يؤمن بالانتخابات ولا بالديمقراطية وسعى إلى التضييق على الحكومة من أجل تطبيق الشريعة في الحكم من خلال تظاهرات وعمليات تعبئة يقوم بها. يُذكر أنّ قانون الأحزاب التونسي يمنع تأسيس الأحزاب على أسس دينية أو طائفية، لكن هذه الخطوة التي أقدمت عليها وزارة الداخلية عبر منحها سماحها بتأسيس حزب على أساس ديني، تأتي في اطار محاولتها لخلق توازن مع باقي التيارات السلفية المتشددة في البلاد وخاصة منها الجهادية والتكفيرية والتي لا تؤمن بالديمقراطية بخلاف جبهة الاصلاح الذي أكد على التزامه بمبادئ النظام الديمقراطي والدولة المدنية. يُذكر أنّ التيار السلفي نجح في استقطاب شريحة كبيرة من الشباب التونسي الذين يمثلون القاعدة الأوسع خلال التظاهرات التي يقومون بتنظيمها.