نجا وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا من "هجوم انتحاري الأربعاء، خلال وجوده في القاعدة البريطانية الرئيسية في أفغانستان"، وكانت سيارة قد دخلت إلى مدرج كامب باستيون، وانفجرت واشتعلت فيها النيران، في الوقت نفسه الذي كانت طائرة بانيتا تستعد للهبوط، فيما يبدو أنه كان هجومًا انتحاريًا ويأتي ذلك بعد أيام من قيام جندي أميركي مارق بمذبحة راح ضحيتها 16 مدنيًا، وبعد أسابيع من قيام جنود أميركيين بحرق المصحف الشريف. وطرحت العملية الانتحارية أسئلة كثيرة حول الأمن في القاعدة، وقالت متحدثة باسم القاعدة العسكرية البريطانية إن "السائق هو رجل مدني محلي يعمل في القاعدة، ويُعالج حاليًا في مستشفى القاعدة". ويعاني جندي بريطاني واحد من إصابة طفيفة، والتي قد تكون بسبب السيارة نفسها"، وأضافت المتحدثة "تم وضع الإجراءات لحساب مكان وجود جميع الموظفين العسكريين والمدنيين، ولتحقيق ذلك، تم تقييد الحركة داخل كامب باستيون". وقامت وزارة الدفاع بتسيير "دوريات شرطة داخل القاعدة في أعقاب وقوع الحادث. وتعد باستيون "معقلاً لمجموعة كبيرة من القوات الأميركية والبريطانية". وقد جاء الانفجار قبيل قيام ليون بانيتا بمقابلة الجنود والقادة والعسكريين ومسؤولين في الحكومة الأفغانية. وفي خطوة غير مألوفة بشكل كبير، صدرت أوامر ل200 من مشاة البحرية الأميركية بترك أسلحتهم خارج خيمة أعدت، ليلقي وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا كلمته. وقال مسؤولون إن "الأوامر كانت لوجود أكثر من 20 جنديًا أفغانيًا غير مسلحين من بين الحضور، وينبغي أن يُعامل الجميع بالمثل". وتعد هذه الخطوة غير عادية، لأن في مناطق القتال، تكون التعليمات لمشاة البحرية أن تكون أسلحتهم دائمًا على مسافة قريبة من متناولهم. وقال مسؤول عسكري في واشنطن لشبكة "إن بي سي"، "إن هذا الإجراء يبعث برسالة خاطئة، مفادها أن مشاة البحرية لا يمكن الوثوق بهم، في حضور وزير الدفاع". وكانت زيارة وزير الدفاع الأميركي مقررة منذ أشهر، قبل وقت طويل من المذبحة التي وقعت نهاية هذا الأسبوع على يد جندي أميركي مارق، وراح ضحيتها 16 مدنيًا أفغانيًا، من بينهم نساء وأطفال. كما تأتي الزيارة في اليوم نفسه الذي اتضح فيه أن "الجندي الأميركي الذي قتل 16 مدنيًا قد ضبطته كاميرات المراقبة، والتي أظهرته يدخل إلى قاعدته العسكرية واضعًا سلاحًا ورافعًا ذراعيه مستسلمًا". وقال مسؤول أفغاني إن "الولاياتالمتحدة أطلعت السلطات الأفغانية على فيديو المراقبة لإثبات أن هناك مرتكبًا واحدًا فقط متورطًا في هذه الجريمة التي وقعت الأحد الماضي". وتدفع هذه الرحلة بالسيد "بانيتا وسط موجة الغضب المتصاعد المناهض للولايات المتحدة في أفغانستان، وتجهز المسرح لبعض المباحثات الصعبة مع القادة الأفغان". وأخبر بانيتا المسؤولين الأفغان بأن "الجندي المتهم بالمذبحة، والذي قال إنه قد يواجه عقوبة الإعدام، لن يثني الولاياتالمتحدة عن تنفيذ مهمتها في أفغانستان". وتعد هذه هي "الزيارة الأولى المهمة التي يقوم بها مسؤول أميركي كبير منذ المذبحة، والتي أثارت قلق الكثيرين بأنها قد تشعل موجة أخرى من أعمال الشغب المميتة، كالتي أعقبت حرق القرآن الشهر الماضي في قاعدة أميركية في أفغانستان". وقد أدى أسبوع من التظاهرات العنيفة والهجمات إلى وقوع أكثر من 30 قتيلاً، من بينهم ستة جنود أميركيين قتلوا في ما يبدو في هجمات انتقامية, كما لقي ستة جنود بريطانيين مصرعهم الأسبوع الماضي، عندما تم تفجير عربتهم المدرعة. ولم يفرج القادة العسكريون حتى الآن عن "تحقيقاتهم النهائية في واقعة حرق القرآن الكريم"، والتي يقول مسؤولون أميركيون إنه كان "خطأ". ومن الممكن أن يواجه "خمسة من أفراد الجيش الأميركي عقوبة تأدييبية في ما يتعلق بهذه الواقعة".