نظمت لجنة المتابعة البيئية لمعمل اسمنت قابس الجمعة 31 أوت، يوم إعلامي شارك فيه عدد من ممثلي مكونات المجتمع المدني وخبراء في المجال البيئي من داخل وخارج تونس لعرض أعمال اللجنة في متابعة الفحم البترولي وتقديم نتائج اختبارات الأثر والتدقيق البيئي التي تم انجازها مؤخرا من طرف مكتب دراسات دولي مختص. وذكر منسق اللجنة السيد "توفيق دبية"، أن تأسيسها انبثق عن اليوم التحسيسي حول استعمال الفحم البترولي في صناعة الاسمنت، الذي انعقد يوم 17 أفريل 2012 بدعوة من إدارة معمل اسمنت في إطار تغيّر العلاقة بين المؤسسة الصناعية والمجتمع المدني بفضل التزام القطاع الخاص الصناعي بمسارات هادفة من أجل تنمية مستديمة وشارك فيه الإتحاد العام التونسي للشغل ممثلا في أعضاء مكتبه التنفيذي وعديد النقابات والأحزاب. وأضاف أن جميع أعضاء اللجنة يعملون بصفة تطوعية للمساهمة في الحدّ من مخاطر نقل واستعمال مادة الفحم البترولي، وانطلقوا قبل أشهر في العمل من خلال زيارات ميدانية للميناء التجاري بقابس لمعاينة طريقة نقل الفحم البترولي إلى المعمل ورصد سلبيات هذه الطريقة ثم تدوينها في تقرير رسمي إلى جانب نتائج تحاليل المياه والأتربة. وفي نفس الإطار أفاد عضو اللجنة السيد "بوبكر الغبنتني"، أن فريق العمل تقدم بجملة من الاقتراحات لإدارة المعمل أهمهما التعهد بوضع محطات ثابتة وأخرى متنقلة لمراقبة وتحليل الغازات والأتربة وتمكين اللجنة من صلاحيات مراقبة أعمال المصنع والأخذ بعين الاعتبار ملاحظاتها وتوجيهاتها في القضايا ذات الصلة مع ضرورة الاستجابة الفورية لمطالب عدم تكديس الفحم البترولي بالميناء وتفريغ الشحنات إلا لمعمل الاسمنت الذي يتولى نقله مباشرة للمصنع بعد تنظيم حوار مسبق مع أعضاء اللجنة حول كل ما يهم التفريغ والنقل. وعلى المستوى الاجتماعي، أكد الناطق الرسمي باسم اللجنة السيد "فتحي الحمروني" على التمسك بمساهمة معمل الاسمنت في تنمية الجهة ودفع عجلة الاستثمار وخلق مواطن شغل وتأهيل المستشفى الجهوي في المساعدة والمشاركة في البرامج الصحية والثقافية والبحث العلمي تعجلّ بإيجاد حلول بديلة لاستعمال الفحم البترولي على غرار فواضل الواحات. كما أشار أن إدارة معمل الاسمنت التزمت بالأخذ بعين الاعتبار كافة ملاحظات وتوجيهات اللجنة وتطبيقها في الإبان بعد عملية الإشراف الفني التي نظمها أعضاء اللجنة أثناء إنزال حمولة باخرة تقدر ب43000 طن من الفحم البترولي ومتابعة نقله وتخزينه في المكان المخصص له بالمعمل. وفي سياق ردود الفعل، طالب كاتب عام الإتحاد الجهوي للشغل السيد "السلامي مجيد"، بتوسيع عمل اللجنة ليشمل جميع مظاهر التلوث في قابس وعدم الاكتفاء بالتركيز على سلبيات استعمال الفحم البترولي في تصنيع الاسمنت. وأكد على أهمية وضع استراتجية إعلامية على غرار تصميم موقع الالكتروني خاص باللجنة واستعمال المواقع الاجتماعية من اجل إطلاع الرأي العام على سير العمل والنتائج وتشريك مكونات المجتمع المدني خاصة منها الجمعيات البيئية في هذا العمل.