بعد أن عمّت قضيّة "الشيراتون غيت "صفحات الجرائد و المواقع الإجتماعيّة على الأنترنت حاملة في تفاصيلها اتهاما لوزير الخارجيّة بإهدارالمال العام، كشفت المُدوّنة ألفة الرّياحي وثائق تُؤكّد أنّه تمّ تنزيل هبة صينيّة قدرها مليون دولار إلى حساب وزارة الخارجيّة التونسيّة مُطالبة التّحقيق في هذه العمليّة، التي تتضمّن تجاوزا يتعلّق بوجوب تنزيل هذه الأموال في خزينة الدّولة قبل تحويلهل للوزارة. وفي إطار تقديم توضيح حول إمكانيّة وُجود سوء تصرّف حاصل في عمليّة تحويل الهبة الصّينيّة لحساب وزارة الخارجيّة، قدّم الكاتب العام لوزارة الشّؤون الخارجيّة هشام بيّوض تصريحا إذاعيّا يقول فيه إنّه : "تمّ إبلاغ وزارة الماليّة بهذا المبلغ و طلبنا منها إيداعه في ميزانيّة وزارة الخارجيّة" في حين أثبتت الوثائق المنشورة حول هذه القضيّة وجود مُراسلة من وزير الماليّة لوزير الخارجيّة بتاريخ 25 أكتوبر 2012، تطلُب تحويل مبلغ الهبة إلى الحساب الجاري لخزينة الدّولة . و فيما يلي نصّ هذه المُراسلة : " أتشرّف بإعلامكم بأنّه يتمّ تنزيل مبلغ الهبة التي أقرّتها جُمهوريّة الصّين الشّعبيّة لمساندة ميزانيّة الدّولة بالحساب الجاري للخزينة المفتوح لدى البنك المركزي التونسي تحت رقم :00038000405000000040 و على هذا الأساس، الرّجاء منكم التّفضُّل بالإذن من مصالحكم المعنيّة باتّخاذ الإجراءات اللّازمة لتحويل مبلغ الهبة و المقدّر بمليون دينارإلى الحساب الجاري للخزينة المذكور أعلاه و ذلك في أقرب الآجال التي ترونها صالحة ". وبما أنّ هذه الرّسالة حملت توقيع كاتب الدّولة للماليّة سليم بسباس الذي كان في تاريخ تحرير المراسلة وزيرا للماليّة بالنّيابة اتّصل اليوم 31 ديسمبر راديو كلمة، بالسّيد سليم بسباس الذي صرّح بأنّه تمّ إعلام وزارة الماليّة بأمر الهبة الصينيّة التي تندرج في إطار تقديم جمهوريّة الصّين الشّعبيّة لهبة لوزارة الخارجيّة التونسية في باب تنظيم النّدوات و التّكوين. و أكّد أنّه تمّ إعلام وزارة الخارجيّة بوجوب تنزيل هذه الهبة في الحساب الخاص لخزينة الدّولة، من خلال المُراسلة التي أُرسلت في هذا الغرض . كما أوضح سليم بسباس أنّ الإجراء المعتمد في مثل هذه الحالات هو أوّلا إعلام وزارة الماليّة و تنزيل المال في حساب خزينة الدّولة التي تتركّّز فيها كلّ الأموال العامّة و من ثُمّ يقع التّنسيق بين وزارة الماليّة و وزارة الخارجيّة لتفعيل التّسويات المُتعلّقة بأسباب منح هذه الأموال و مآلها. بذلك فإنّ عمليّة تنزيل مبلغ الهبة كان يجب أن يتمّ في كلّ الأحوال بالحساب الجاري لخزينة الدّولة و هذا ما أكّده وزير الماليّة السّابق حسين الدّيماسي الذي صرّح اليوم لراديو كلمة، أنّ كل ما يهمّ الماليّة العموميّة يجب أن يتمّ تنزيله في خزينة الدّولة مهما كانت صبغته ، هبة أو سُلفة أو قرض، قبل أن يقع تنزيلها في الحسابات المُشتركة. إذن و بعد المرور على كُلّ هذه المُعطيات التّي تتعلّق بالهبة الصّينيّة المُحوّلة إلى حساب وزارة الخارجيّة.يبقى السّؤال المطروح : لماذا لم تُقّدّم وزارة الخارجيّة منذ 25 أكتوبر إلى الآن ردّا لمراسلة وزارة الماليّة المتعلّق بتحويل الهبة إلى خزينة الدّولة ؟ و لماذا تمّ تقديم رقم حساب وزارة الخارجيّة للطّرف الصّيني عوض رقم خزينة الدّولة ؟