كان جالسا مع جملة الموقوفين، بالمناداة عليه تقدم بخطى متثاقلة أمام القاضي. القضية شبه مفصولة إذ كان المتهم قد اعترف بقيامه بقتل زوجته بالطريقة البشعة ذاتها التي ذكرت بمحضر الإدانة. القاضي لم يخف استغرابه من الوقائع "ماذا سيحدث لو كانت كل المشاكل بين الأزواج تحل بهذه الطريقة ؟!" - استفزتني سيدي الرئيس...الغضب أعماني. - كيف صارت الواقعة ؟ - التقيتها في مكان منزو في منطقة جبل الجلود. طلبت مني سيجارة وأخذت في تدخينها ثم أطلعتني على وشم على صدرها مما استفزني وأشعل غضبي خاصة أني قد سمعت قبل أيام بأن حكما بالسجن لأربعة أشهر قد صدر في حقها لثبوت تهمة تعاطي البغاء في حقها. لم أستطع تمالك نفسي، فأمسكتها من رقبتها وطرحتها أرضا ثم ضربتها بحجر على رأسها. التفت فوجدت شفرة حلاقة فواصلت الاعتداء بها على رقبتا و صدرها. بعد استنطاقه، كان التركيز واضحا من خلال مرافعتيْ القائم بالحق الشخصي و لسان الدفاع، على الأطفال الثلاثة الذين لم يعد لهم لا ولي ولا عائل. بعد هذه القضية. تجاوز القاضي إلى القضية الموالية و لم يكد ينتهي من المناداة على عددها إذ بامرأة تقف بين الحضور"سيدي الرئيس زوجي بريء، زوجته السابقة لفقت له هذه القضية..." لم تكمل كلامها و تدخل شرطي لإسكاتها، أمام النظرة الحانقة المستنكرة للزوجة السابقة الجالسة غير بعيد عنها. الغائب الوحيد كان المتهم إذ لم يتم جلبه من السجن وتم على أساس ذلك تأخير القضية لجلب المتهم بجناية الإعتداء بالفاحشة على ابنته القاصر !