أكدا متحدثي الداخلية و الدفاع اليوم 7 ماي خلال لقائهما بالإعلاميين بقصر الحكومة ، أنه تم تحديد عدد الإرهابيين محل التتبع و التمشيط الأمني المتواصل بمنطقة جبل الشعانبي من ولاية القصرين ، حيث يتواجد 20 إرهابيا بالشعانبي منهم جزائريين إثنين و بين 10 و 15 نفرا بالجبال الحدودية لولاية الكاف . هذا و صرحا الناطقين الرسميين بإسم وزارتي الدفاع و الداخلية مختار بن نصر و محمد علي العروي ، بأن وحدات الجيش و الأمن تمكنت من إلقاء القبض على 37 شخصا من ممولي المجموعة الإرهابية و المتورطين بصفة مباشرة في العمليات الإرهابية التي شهدتها البلاد مؤخرا. اللقاء الإعلامي لممثلي وزارتي الدفاع و الداخلية استعرض حصيلة عملية التمشيط التي كانت إنطلقت بجهة القصرين بجبال بوشبكة و الشعانبي و تدعمت منذ يوم 29 أفريل المنقضي تاريخ انفجار أول لغم ، حيث تم منذ هذا التاريخ و إلى غاية أمس الإثنين تاريخ إنفجار رابع لغم مزروع بالمنطقة ، تدمير 16 مخبأ يعتمده الإرهابيون المتواجدون هناك لإدارة عملية التخطيط و التنسيق فيما بينهم . و حسب تحريات و متابعة عناصر الأمن و الجيش فإن المجموعة الإرهابية التابعة لما يعرف بكتيبة عقبة بن نافع المنتمية لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي ، إختارت منطقة الشعانبي لتركيز قاعدة لوجستية خلفية بهدف الانتشار بالمدن التراب التونسي و تيسير عملية التوسع شيئا فشيئا لتنفيذ مخططات إرهابية . و أكدا مسؤولي الداخلية و الدفاع أن جبال الشعانبي تتوفر على مساحة 100 كم مربع منها 70 كم مربع من الغابات الكثيفة و هو ما يٌصعب عملية التتبع و التمشيط الأمني لتعقب الألغام المزروعة بالمكان و التي تبين أنها يدوية الصنع و مصنوعة من مادة الأمونيتر الفلاحي و هي مادة حٌجز منها قرابة 10 طن بجهة الكاف بالحدود الجبلية ..و أضافا العروي و بن نصر أن وحدات الجيش و الأمن تعتمد التمشيط " الأرضي " أي ترجلا في إشارة إلى عدم إعتماد التمشيط جوا نظرا لخصوصية المكان و صعوبة التضاريس . كما بينا محمد علي العروي و مختار بن نصر أن عملية الشعانبي هي تواصل للأحداث التي شهدتها البلاد منذ حادثة بئر علي بن خليفة و صولا إلى إماطة اللثام عن مستودع الأسلحة مؤخرا بجهة بن عروس ، و شددا في ذات السياق على أن وحدات الأمن و الجيش تتوفر على قدرات دفاعية هامة و متأقلمة مع الوضع الذي تواجهه و ذلك تفنيدا للتصريحات و المعطيات المشككة في قدرات مؤسستي الأمن و الجيش وفق تعبيرهما كما أوضحا العروي و بن نصر أن ما بثته إحدى التلفازات الخاصة من مشاهد حول هذا الموضوع الأمني مؤخرا لا علاقة لها بعملية التمشيط الجارية بجبل الشعانبي و أن " الداخلية " ستفتح بحثا إداريا في ملابسات تسريب تلك الصور و المشاهد . كما أكدا مسؤول وزارة الداخلية محمد علي العروي ، أن وزارة الداخلية ستتصدى بكل صرامة لمن ينصبون الخيام بعدد من المناطق للدعوة للتقتيل و ترويع الأمنيين .مشيرا إلى أن وزارة الداخلية لا تنتظر قرارات سياسية أو تعليمات من السلطة لمواجهة المخاطر التي تهدد أمن البلاد مهما كان مصدرها. و يذكر أنه وفق الناطق بإسم وزارة الدفاع فإن الألغام الأربعة المنفجرة على إمتداد الأيام الفارطة بجبل الشعانبي أسفرت عن إصابة 17 من أعوان أمن و جيش و عسكريا .و أنه لا وجود لأي حالة وفاة في صفوف الأمن أو الجيش كما إدعت وسائل إعلام قال عنها كل من مختار بن نصر و محمد علي العروي أنها تسعى لتعكير صفو أداء أبناء المؤسستين العسكرية و الأمنية و التي لا تراعي سرية الأبحاث و التحقيقات. كما ذكرا بن نصر و العروي أنه يجري التنسيق حثيثا مع الجزائر و أن العناصر الإرهابية محاصرة بالكامل و هو ما يؤشر إلى إمكانية الإطاحة بها في أقرب الأجال على الرغم من الخسائر و الأضرار المسجلة في صفوف الأمنيين و العسكريين و التي لن تحول وفق تعبيرهما دون مواصلة الواجب الوطني.