حدّث الغريانيّ في مورد الذّب عن منصب زعيمه أن "التداول على الحُكم كلمة حقّ يراد بها باطل، طالما أن التداول على الحُكم في تونس مضمون دستوريا"! ولاشك أن الشعب التونسي كله يقرّ له بذلك، ولا يمكنه أن ينكر بأن التداول أمر منتشر في تونس ومشاهد للعيان، فالمديرون والولاة والوزراء ومسؤولو الحزب الحاكم يتداولون على المناصب و يتغيرون بين الفينة والأخرى وكذلك رؤساء المراكز الأمنية كلهم يتغيرون وينقلون من منصب لمنصب، وإذا حان وقت تقاعدهم يتقاعدون لتضخ في مناصبهم دماء جديدة! ولكن عملية التداول هذه لابد لها من مُداول لا يطرأ عليه التّداول! ... كي يشرف على العملية ويصرفها على هواه ومشيئته بما ينفع البلاد والعباد، ويمنع الخلل واضطراب النظام العام! ... فيكون من العبث والطيش المطالبة بجعل عملية التداول تطال المشرف عليها والضامن لها! لِمَ كلّ هذا الضجيج، وإرادة الشعب مصانة، فهو الذي يجدد البيعة عند كل انتخاب! ... وهو الذي يطالب ويناشد حتى لا يغفل المُداوِلُ عن مداولة الأمور بما فيه صالح البلاد والأسرة الحاكمة ورعاياها؟ ألا يستحي هولاء الذين يتهمون الرئيس باستغفال الناس والضحك على عقولهم حين جعل من المناشدات الشعبية والانتخاب طريقا للرئاسة مدى الحياة؟! ... ما ذنبه وهو خادم مطيع لشعبه أن يستجيب ويلبي النداء؟ ... الشعب الذي صدّق يوما ما "أن لا مجال لرئاسة مدى الحياة" هو الذي يناشد اليوم ويجدد الرئاسة بتزكية الرئيس وانتخابه مجددا! ... فأين المشكلة؟؟ أمّا الذين يصفون الأمر كله على أنه تزوير لإرادة الشعب واستخفاف به فأولى بهم أن يستحوا من قولهم ذلك، لأن شعبا يرضى ويقبل بتزوير إرادته والاستخفاف بها، شعب لا يستحق حياة ولا كرامة! ... ولا زعيما فذّا كالذي يحكمه!! وقد أحسن سي الغرياني بسط الأمر وشرحه حين قال بأن التداول مكفول دستورايا، فالدستور إن سلم من التّغيير والتحريف والتبديل والتفصيل على المقاس يَحفَظ مفهوم التداول من الابتذال والتشويه ويبقيه ناصعا نقيا ترنو إليه العيون في عالم "المثل الأفلاطونية" ولا تطاله الأيادي الملطخة بالآثام السياسية! ولذلك لا يجوز بحال تشويه مفهوم التداول وإنزاله من عليائه إلى عالم الصور المشوهة والمغلوطة! ... حتى يبقى رمزا للكمال، نجدّ السير نحوه ولا نصله، لأن وصوله يعني النهاية! نعم للتداول، ... في نصوص الدستور "العلية" ولكن لا لتنزيله في الواقع لأن "المنزّلين" عادة ما يأخذهم الهوى فيميلون كل الميل نحو التحريف بسبب المغالاة أو التسيب، والجحود أوالتطرف! وليكن مبدأنا، "مثال ناصع خير من عدة تجارب مشوهة"! وبناء على ما سبق أعلن غير طامع أو مكره مساندتي وترشيحي للزعيم سنة 2014 و2019 وإلى أن يحل ملك الموت في حماه أو تزمجر الدّبابة في قصره! ويقلب أحبابه "الفيستة" ويصفقوا للزعيم الجديد كما فعلوا من قبل! وبالدم بالروح نفدي الزعيم" و "الله ينصر من صبح"! ويقينا شرّ الفضايح!! صابر التونسي