وجّهت الشبكة الدولية لرسامي الكاريكاتور المعروفة باسم كورني (حقوق الإنسان وحرّيّة التعبير) في نيويورك رسالة إلى سفير تونس في واشنطن تحتجّ على الحكم الذي صدر ضدّ السيدة العرفاوي المتهمة ببث أخبار زائفة على صفحات الموقع الاجتماعي فايسبوك. وكانت المحكمة الابتدائية بتونس قد قضت يوم 4 جويلية الماضي بالسجن ثمانية أشهر نافذة في حق الأستاذة خديجة العرفاوي الناشطة في جمعيّة نساء تونسيّات من أجل البحث والتنمية، في سابقة هي الأولى من نوعها في تونس على خلفيّة نشر السيدة العرفاوي لتحذير للآباء من خطف أطفالهم بعد أن راجت في البلاد أخبار تفيد تواتر هذه الحالات. كما أكّدت الرسالة استنادا إلى مصادر وصفتها بالموثوقة أنّ المحاكمة لم تكن عادلة ولم تحترم الإجراءات والتراتيب القانونيّة للمحاكمات، مشيرة بطريقة كاريكاتوريّة إلى أنّ تعمّد الحكومة محاكمة كل الأخبار الزائفة التي ينشرها التونسيّون على الفايسبوك يقتضي بناء سجون أكبر بكثير، لأن جزءا هاما من الشعب التونسي ينشر مثل هذه الأخبار. وطالبت الشبكة برفع التتبعات عن الأستاذة وغلق الملف. من جهة أخرى أصدر المرصد الوطني لحرية الصحافة و النشر والإبداع بلاغا بتاريخ 8 جويلية 2009 تعرّض فيه للحكم الذي صدر ضدّ السيدة خديجة العرفاوي التي أعادت نشر معلومات تلقتها بالبريد الالكتروني على صفحتها بالمنتدى الاجتماعي "فايس بوك". مذكّرا أنها قامت بذلك في سياق حصول تداول واسع في الشارع التونسي وعبر وسائل الإعلام ل"إشاعات" عن اختطاف أطفال لحساب شبكة دولية لتجارة الأعضاء البشرية خلال شهر ماي الماضي، وهو الأمر الذي قام بتكذيبه رسميا وزير الداخلية في ندوة صحفية. مشيرا إلى أن توجيه الاتهام إلى الأستاذة الجامعية من قبل وسائل الإعلام الحكوميّة وشبه الحكوميّة تلا ذلك التصريح الرسميّ مباشرة كما أعلن عن التاريخ الذي ستحال فيه على القضاء. مذكّرا بإفادات محاميي الدفاع في هذه القضية التي تؤكّد أنّ الدكتورة خديجة العرفاوي لم تكن تعلم عند الإعلان عن توجيه تلك التهمة أنّها هي المقصودة في تصريح الوزير، إذ تلقت الخبر مثل سائر المواطنين عبر الصحف يوم 31 ماي 2009، ولم يصلها الاستدعاء للمثول أمام القضاء إلاّ يوم 5 جوان. وقد تعرّض البلاغ إلى الانحياز الواضح والتحامل الذي شاب هذه القضيّة ضدّ الأستاذة خاصّة فيما يتعلّق بتسلّم الملفّ القضائي والهجمة الإعلاميّة التي تعرّضت لها. معتبرا أن الحكم الذي صدر في شأنها جائر ولا يتناسب مع حيثيّات التهمة المنسوبة لها، رافضا توظيف هذا الملفّ سياسيّا وتقديم الأستاذة العرفاوي كبش فداء له.