تواصلت يوم السبت 22 جانفي المسيرات و المظاهرات الشعبية في عدد من المدن بتنظيم و تأطير من الاتحاد العام التونسي للشغل و بمشاركة تيارات سياسية مختلفة ، و قد تميزت المسيرات بطابعها السلمي و طالب المحتجون بالإقالة الفورية للحكومة المؤقتة و حل التجمع الدستوري الديمقراطي. ففي ولاية جندوبة نظم الاتحاد الجهوي للشغل مسيرة سلمية جابت الشوارع الرئيسة للمدينة و توقفت أمام مقر الولاية و طالب المتظاهرون بحكومة إنقاذ وطني لا تظم العناصر التجمعية . وفي تصريح لراديو كلمة قال الكاتب العام الجهوي أن المسيرات الشعبية لن تتوقف إلى حين إسقاط حكومة الغنوشي و أعلن عن تكوين عشرين لجنة نقابية للسهر على حماية المؤسسات الحساسة بالتنسيق مع قوات الجيش الوطني. وفي ولاية قبلي خرجت مسيرة سلمية نظمها الاتحاد الجهوي للشغل طافت ابرز شوارع مدينة قبلي وشارك فيها المئات من الشباب والمثقفين والمحامين إلى جانب إطارات المنظمة الشغيلة الذين كانوا رافعين لشعارات تدعو إلى عدم سرقة ثمار ثورة الحرية التي أطاحت بالنظام السابق والى التخلص من رموزه وعدم إشراك حزب التجمع في حكومة الوحدة الوطنية. واعتصم المتظاهرون أمام مقر الولاية حيث أكدوا على ضرورة الاستجابة لكافة طلباتهم الداعية أساسا إلى الإطاحة برموز النظام السابق وممثلي حزب التجمع في كافة المصالح الإدارية والى ضرورة مغادرة والي الجهة، كما دعوا إلى ملاحقة رموز النظام السابق ومحاسبتهم على التعديات التي مارسوها في حق الشعب والى استرداد خيرات البلاد المنهوبة من قبل العائلات المقربة من الرئيس السابق. و فيقفصة خرج المئات من المواطنين في مسيرة اتجهت إلى مقر الولاية حيث وقفت طويلا أمامها و طالبت بمحاسبة المسؤولين عن الفساد و طالبوا بإقالة كل التجمعيين في مختلف المسؤوليات كما رددوا شعارات تطالب بجل التجمع الدستوري الديمقراطي. و في مدينة أريانة اعتصم عدد من الموظفين و العملة للمطالبة بتسوية وضعياتهم المهنية و نددوا بالإقصاء و التهميش ، وطالب المتظاهرون بعزل والي الجهة باعتباره المسؤول الأول عن تردي أوضاعهم المهنية و طالبوا بفتح تحقيق بشأن التجاوزات التي قام بها الكاتب العام للولاية في حقهم. و في العاصمة نظمت عدد من المسيرات المطالبة بحل التجمع و إعادة تشكيل الحكومة و طرد بقايا النظام الديكتاتوري. كما شهدت ساحة محمد علي بالعاصمة تجمعا لأعوان شركات المناولة الذين طالبوا بحلها واعتماد الانتداب المباشر و تحسين في وضعياتهم الاجتماعية. من جهة أخرى تواصل إضراب أعوان النقل الذين اعتصموا أمام وزارة النقل للمطالبة بتحسين وضعياتهم و إقالة المتورطين في الفساد و إعادة تأميم الشركة كما تم تنظيم اعتصام شارك فيه منخرطو نقابات النخبة التابعة للاتحاد العام التونسي للشغل وهي نقابة كتاب تونس ونقابة الفنون التشكيلية ونقابة الفنون الدرامية ونقابة تقنيي السينما إلى جانب عدد هام من المثقفين ورجال المسرح والموسيقى . وأشعل المعتصمون الذين انظم إليهم عدد كبير من المواطنين وخاصة من الشباب الشموع ترحما على شهداء الوطن رافعين شعارات تطالب بالإطاحة بحكومة الوحدة الوطنية، وب"كنس بقايا النظام السابق"، داعين في المقابل إلى تكوين حكومة إنقاذ وطني
وشهدت قاعة الفن الرابع بالمناسبة منذ صباح يوم السبت أنشطة ثقافية شارك فيها فنانون من مختلف أشكال الإبداع بالشعر والموسيقى والمسرح والفن التشكيلي معبرين عن رفضهم للوضع الراهن داعين وزيرة الثقافة إلى مغادرة حكومة الوحدة الوطنية. كما قرر منخرطو نقابات النخبة إحداث صندوق وتنظيم حملة لجمع التبرعات لفائدة عائلات شهداء تونس.
و في مدينة المنستير نظم الاتحاد الجهوي للشغل مسيرة شاركت فيها اغلب التيارات السياسية في الجهة طالبوا فيها بحل التجمع و محاسبة المسؤولين على الفساد. كما احتج أصحاب مدارس تعليم السياقة الذين نظموا مسيرة انتهت أمام مقر الولاية ورفعوا شعارات تطالب بمراجعة القوانين المنظمة للقطاع. في مدينة سليانة انتظمت أكثر من خمس مسيرات انطلقت من مقر الاتحاد الجهوي للشغل وتميزت بحضور نسائي و شبابي مكثف وقد رفع المتظاهرون شعارات طالبوا فيها بمحاسبة أذيال النظام الاستبدادي و توقف المتظاهرون أمام مقرات الإدارة الجهوية للصحة و الإدارة الجهوية للفلاحة و غيرها مطالبين برحيل المديرين الجهويين.