جدّت اليوم مواجهات بين كتائب القذّافي والثوّار الليبيّين على مستوى المعبر الحدودي التونسي-الليبي بالذهيبة-وازن، استعادت معها في مرحلة أولى كتائب القذّافي السيطرة على النقطة الحدودية الذهيبة وازن من الجانب الليبي حوالي الساعة الثالثة مساء، حسب شهادات تلقّاها راديو كلمة من نشطاء على عين المكان، انسحب على إثرها الثوّار إلى منطقة النالوت التي تبعد حوالي 82 كلم عن المعبر داخل التراب الليبي، مع تسجيل إصابات مختلفة بين الشقّين نقل عدد كبير منها إلى مستشفى تطاوين للعلاج. وقال شهود العيان أن ما لا يقلّ عن 18 قذيفة "غراد" أطلقتها الكتائب سقطت في التراب التونسي، وأن 38 من الثوار سلّموا سلاحهم للجيش التونسي ثلاثة منهم جرحى فيما أكّدت مصادر ميدانيّة غياب إصابات في صفوف التونسيّين، عدى حالة الهلع التي أصابت الأهالي. قبل أن تتجدّد الاشتباكات والمواجهات بين الثوار وكتائب القذّافي في المساء ليتمكّن ثوّار منطقة النالوت من استعادة المعبر الحدودي، في حين سلّم عدد من أفراد كتائب القذّافي نفسهم للجيش التونسي بعد أن وجدوا أنفسهم محاصرين. كما أفادت مصادرنا أن الثوّار تلقّوا دعما من منطقة الزنتان الليبية. وسجّلت إصابات أوّلية في صفوف الكتائب تتمثل في مصرع أربعة وجرح آخرين. وما زال الوضع متوتّرا على الحدود على مستوى النقطة الحدودية الذهيبة، حيث تستمرّ المواجهات وقالت ذات المصادر أن الجيش التونسي سيطر على المعبر من الجانب التونسي وانتشر على الحدود. وأكّدت مصادرنا أن الوضع الإنساني في الذهيبة يتطلّب تدخّلا عاجلا. من جهتها أعلنت وزارة الخارجية التونسية في بلاغ لها نشرته مساء اليوم عن بالغ انشغالها إزاء التصعيد العسكري الذي وصفته بالخطير في منطقة وازن، وقالت أنها بلّغت انزعاجها من إطلاق قذائف داخل التراب التونسيّ في منطقة آهلة بالسكان وهو ما اعتبرته خرقا لحرمة التراب التونسي، مطالبة السلطات الليبية باتخاذ الإجراءات الفورية لوضع حدّ لهذه الخروقات.