مرة أخرى تمنح الحكومة للقريبين منها فقط ترخيصا بمحطة تلفزية ، فيما يُحرم جميع المخالفين لها من حق إنشاء أية وسيلة إعلام سواء مكتوبة أو سمعية أو مرئية . فقد أعلن سامي الفهري المشرف على ما يُسمى بشركة "كاكتيس" القريبة من صهر الرئيس التونسي ، أن هذه الشركة ستُطلق في 7 نوفمبر – تشرين الثاني 2009 قناة تلفزية إسمها "عليسة" . وقال الفهري في صفحته على موقع "الفايس بوك" الإجتماعي إن "7 نوفمبر – تشرين الثاني هو الموعد الرسمي لإنطلاق بث قناة "عليسة تي .في." التابعة لشركة "كاكتيس" على البث الرقمي الأرضي التونسي الذي ينطلق في هذا التاريخ" . وتابع الفهري :"ترقبوا "عليسة" مع أضخم البرامج العالمية بنسخها التونسية ضمن باقة تلفزتي" ، بحسب تعبيره . وجرت العادة أن تُعلن الحكومة بنفسها عن السماح بإنشاء قناة تلفزية جديدة، لكنّها لم تعلن إلى الآن . وتُعرف شركة "كاتيس" هذه في تونس بقرابتها من أحد أصهار بن علي البارزين ، وقد إستأثرت منذ أكثر من 3 مواسم بالقسط الأهم من برامج قناة "تونس 7" الحكومية . ومع مساحات الإنتاج الوافرةالتي تُتاح لها ، تنال الشركة من برامجها ماشاء الله من عائدات الإشهار . وبقدوم "عليسة" ، يُصبح في رصيد تونس 3 محطات تلفزية كلها غير مستقلة و مُنحت إمّا للقريبين أو للموالين وذلك بعد قناة "نسمة" و"حنبعل" التي يُحاكي إسم القناة الجديدة إسمها . والشأن نفسه بالنسبة لتراخيص الإذاعات فكلها منحت إما للموالين للحكومة أو لأصهار بن علي صراحة . يحدث هذا ، فيما تنام في أروقة وزارة الداخلية في تونس عديد طلبات إنشاء صحف و محطات إذاعية او تلفزية مستقلة تقدم بها عديد المستقلين عن الحكومة وقع نسف حقهم في الإستجابة لطلباتهم لمجرد أنهم غير موالين للحُكم ، الأمر الذي يعكس حجم الوصاية الذي تمارسها الحكومة على الإعلام ورغبتها المتواصلة في إحتكاره من الألف إلى الياء