يعرف السادة القراء أن أسوأ الأشكال الصحافية هي الردود والتعليقات إن كانت شكلا من الأساس، ولذلك خيرت تخصيص البطاقة لإبداء بعض الملاحظات حول رد شركة كاكتوس بعنوان "هل قالت كوثر الحكيري كل الحقيقة؟" بتاريخ 21 مارس2011 على ما كتبناه... قلت ملاحظات لأن القارئ قادر على إدراك الحقيقة من خلال رد "كاكتوس" نفسه... نعم... أنا فعلا لم أقل كل الحقيقة في ما كتبته عن شركة "كاكتيس" التي فرضت على التلفزة العمومية الممولة -وإن جزئيا- من أموال الشعب "زواج متعة" طيلة العشرية الأخيرة فحولتها من مرفق عمومي إلى قناة متخصصة في الترفيه وبرامج المسابقات التي ترسخ ثقافة الكسب السريع قياسا على الكسب السريع لكاكتوس ومن يقف وراءها... لم أقل كل الحقيقة احتراما للمهنية التي أظل دائما في حاجة إلى مزيد تعلمها ولكن آخر جهة يمكن أن أقصدها أو أتقبل دروسها هي "كاكتيس" ولا يزعزعني التشكيك في استقلاليتي، لأنني أبحث عن الحقيقة، مجردة من أي مصلحة شخصية إلا إذا كان القوم راغبين في تكميم الأفواه، ولن أكون اليوم _كما لم أكن قبل ذلك_ بوق دعاية لكاكتيس أو لغيرها... وكما أشرت إلى مظاهر الفساد داخل مؤسسة التلفزة التونسية "، سأبحث عن الحقيقة التي يريدون التعتيم عليها احتراما لمهنيتي وأعتذر إذ لم تؤثر في "دموع" سامي الفهري في الندوة الصحفية ولم أكتب على مقاس انتظاراته ل"تبييض" وجهه أمام الرأي العام. 1_ في تغطيتي للندوة الصحفية التزمت بالحياد في نقل التوضيحات التي جاءت على لسان "سامي الفهري"، ولأن "الخبر مقدس والتعليق حر"، اخترت التعليق على لسان المخرج "حمادي عرافة"، الذي صرح لنا –والرجل مازال بيننا على قيد الحياة- قائلا إنه وجه تنبيها لشركة "كاكتيس" عندما كان مديرا بالنيابة لقناة تونس 7 ومديرا لقناة 21 يلفت فيه نظر "سامي الفهري" إلى أنه تجاوز المدة الإشهارية المسموح بها بعشر دقائق وأكثر (سعر الدقيقة في البرايم تايم 7 آلاف دينار) وكانت النتيجة أن عاد "لطفي بن نصر" إلى موقعه على رأس قناة تونس 7 –مع الإشارة إلى أن ظروف إقالة لطفي بن نصر وعودته تظل غامضة إلى اليوم وتكثر حولها الروايات وسامي الفهري أعلم الناس بما حدث في الكواليس-ولم تتلق التلفزة أي رد إلى اليوم والشهادة وردت على لسان "حمادي عرافة" وقد أشرت إلى ذلك ولم أقل إنه أقيل كما ورد في رد كاكتيس... 2_ معاقبة المترسمين في التلفزة ممن اعتصموا مع صحافيي كاكتيس وأعوانها شأن لا يعنيني، وهو أمر يهم المؤسسة التي ينتمون إليها ولكنني أسأل لماذا يتخذ العاملون في كاكتوس رهائن يستخدمون دروعا بشرية لمنع فتح ملف هذه الشركة؟ ولماذا كل هذا التباكي على عتبة "كاكتيس"؟؟ ما هو الإنجاز العظيم الذي قدمته للإعلام التونسي خارج إطار تكرار أفكار مقتناة من "أنديمول"؟؟؟ وهل كان لها أن تحقق ما حققته لو لم يوفر لها بلحسن الطرابلسي الحصانة والنفوذ؟؟ 3_ لم أستلم نسخا من العقود التي تحدثت عنها "كاكتيس" في ردها لأني أمتلكها فقد وصلتني من أحد أبناء "كاكتيس" _مشكورا_. 4_ قلت إن موقع الأنترنيت باسم "سامي الفهري" قد يكون منتحلا وسؤالي الأساسي كان "لماذا صمت الفهري عن المعلومات الواردة في هذا الموقع وفي موقع الموسوعة الحرة وفي مقال صدر في 03 أكتوبر2008 في "بيزنس نيوز" وكلها تتداول المعلومات نفسها: التحاق "سامي الفهري" بشركة كاكتيس بعد تأسيسها من قبل صهر الرئيس "بلحسن الطرابلسي"؟ لماذا صمت وهو الذي لا تفوته شاردة أو واردة؟؟ ألم يكن هو نفسه يروج لعلاقته ببلحسن الطرابلسي حتى يتمتع بحصانته؟ 5_ أسأل سامي الفهري هل كان لقاؤه ببلحسن الطرابلسي مصادفة عفوية كما قال في ندوته الاستعراضية أم هي صدفة مرتبة بإحكام؟ نعم... صدق "الكاكتيسيون" في ردهم، أنا لم أقل كل الحقيقة... ولكني لن أدافع عن شركة أكلت الأخضر واليابس، فبفضل "الصنادق" صار التونسي مقتنعا بأن العلم والمعرفة ليسا المصعد الاجتماعي الملائم للمرحلة، والحظ السعيد بيد صندوق يحركه "سامي الفهري" ومن ورائه"بلحسن"... نعم، أنا لم أقل كل الحقيقة، ولكنني حتما سأقولها تدريجيا، ففي الجراب الكثير...