مع بداية الحملة الانتخابية في تونس شهدت عدد من جهات الجمهورية بعض أعمال العنف و التي تتمثل في اقتحامات لحرم الجامعات واعتداءات على أعضاء القائمات الانتخابية المترشحة لانتخابات المجلس التأسيسي، وهو ما قد يؤدي إلى إرباك المسار الانتخابي. "أعدوا قبوركم"، كانت كلمة احد الأشخاص "الملتحين" حسب ما وصفتهم به "صوفية بن حنازلة" وهي طالبة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بسوسة. كان ذلك أثناء اقتحام مجموعة من الأشخاص الذين نسبوا أنفسهم إلى "السلفية ".كلية الاداب و العلوم الإنسانية بسوسة ،وقاموا بتهديد العميد والطلبة "بالقتل" إذا ما "تعرضوا إلى الطالبات المنقبات" حسب ما أفادت به الطالبة المذكورة وهي ناشطة في الاتحاد العام لطلبة تونس. وأضافت أن "المقتحمين كانوا مسلحين وحاملين لقنابل مسيلة للدموع" وأكدت "تجدد أحداث العنف اليوم بمداهمة مائتي شخص حرم الجامعة لنفس الأسباب". فيما قالت عدد من الجمعيات مثل حرية وإنصاف و لجنة الدفاع عن المحجبات و جمعية الشبان بتونس ان مناضلي الاتحاد العام لطلبة تونس هم من اعتدوا على عدد من الناشطين الحقوقيين الذين ارادوا التدخل لدى الإدارة قصد إتمام عملية الترسيم خصوصا و انه لا وجود لنص قانوني في تونس يمنع ارتداء الحجاب و هو ما نتج عنه التهديد بالعنف. مرشح للانتخابات يتعرض للعنف كما تم تسجيل حالات من العنف السياسي خاصة مع انطلاق الحملة الانتخابية، حيث ورد في جريدة يومية مستقلة أن احمد بورشادة وهو حارس مرمى سابق ومرشح على رأس قائمة الاتحاد الوطني الحر لانتخابات المجلس الوطني التأسيسي بدائرة بنزرت، تعرض أمس إلى اعتداء حيث تمت مداهمة سيارته الخاصة من قبل مجموعة من الملتحين. وأكد السيد محسن حسن عضو المكتب السياسي للحزب المذكور لراديو كلمة صحة الخبر وقال أنها "ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها منخرطو الاتحاد الوطني الحر إلى اعتداءات حيث تم تسجيل هذه الممارسات في جهة الجم من قبل". كما عبر عن "استنكاره لمثل هذه الأحداث خاصة في المرحلة الانتقالية التي تمر بها تونس حاليا". ولم يتهم السيد حسن أي طرف من الأطراف وقال أن "القضاء سيأخذ مجراه ليحدد من هو المورط في قضايا العنف". مسؤول في حزب التحرير" يتهم الإعلام بتشويه حزبه وفي حوار لراديو كلمة مع السيد عبد المجيد الحبيبي رئيس المكتب السياسي لحزب التحرير، نفى التهم الموجهة إلى حزبه بتورطه في أحداث العنف التي عمت البلاد بعد ثورة الحرية والكرامة وقال أن هناك "أطرافا من مصلحتها تشويه حزب التحرير من خلال نسب كل ما يحدث في البلاد من اعتداءات إليه". واتهم السيد عبد المجيد الحبيبي وسائل الإعلام في المساهمة بتشويه الحزب و اتهام عناصره بممارسة العنف دون أن يكلفوا أنفسهم البحث عن الحقيقة أو العودة إلى مرجعية الحزب و التي تنبذ بل تحرم العنف ضد المخالفين من منطلق شرعي حسب قوله. محاولة اختطاف في جبنيانة وقد تم قبل انطلاق الحملة الانتخابية بيوم أي يوم 29 سبتمبر عودة أحداث العنف في مدينة جبنيانة من ولاية صفاقس حيث شهدت الجهة مواجهات بين عدد من الأهالي وبعض الأشخاص المسلحين وتم التراشق بالحجارة واستعمال أسلحة نارية مما أسفر عن جرح العديد من المشاركين في الأحداث. وقال السيد الحبيب بورقعة أصيل مدينة جبنيانة في اتصال هاتفي مع راديو كلمة يوم غرة أكتوبر انه "تعرض إلى الاعتداء صحبة عائلته من طرف أشخاص ملثمين" ورغم اتصالهم بقوات الأمن إلا أنها لم تتدخل في الوقت المناسب وتمكن المعتدون من الفرار بعد أن حاولوا اختطاف ابنته". الأبعاد الاجتماعية لظاهرة العنف السياسي وقال السيد صلاح الدين بن فرج، وهو سوسيولوجي، في حصة حول "العنف السياسي" كانت قد أذيعت براديو كلمة يوم أمس الأربعاء 05 أكتوبر الجاري أن "ظاهرة العنف كانت قبل الثورة محتكرة من قبل الدولة وانتقلت بعد ذلك إلى فاعلين اجتماعيين مارسوها باسم الشرعية الثورية وفي بعض الأحيان باسم الدين". فهل ستصاحب أحداث العنف كامل المسار الانتقالي في تونس وستتواصل إلى ما بعد انتخاب المجلس الوطني التأسيسي، أم أنها مجرد حوادث لا ترتقي إلى أن تكون ظاهرة قد تدخل البلاد في دوامة لا يرتضيها عقلاء الشعب التونسي.