تحولت المسيرات السلمية التي شهدتها مدينة القصرين صباح أمس إلى احتجاجات عنيفة بعد محاولة اقتحام مقر حزب النهضة في المدينة و الذي فشل المهاجمون في اقتحامه أو إضرام النار فيه حسب ما أفادنا بأحد أعضاء الحركة في المدينة. و بعد فشل اقتحام المقر الجهوي لحركة النهضة حاول المحتجون اقتحام السجن المدني و هو ما دفع قوات الأمن و الجيش التدخل باستعمال القنابل المسيلة للدموع ، فيما أكد بعض شهود العيان لراديو كلمة ان قوات الجيش أطلقت النار في الهواء لتفريق المحتجين و السيطرة على الأحداث. و قال شهود عيان لراديو كلمة أن المحتجين قاموا بتكسير بعض الأرصفة فيما أغلقت اغلب المحلات و المؤسسات أبوابها خوفا من تطور الأوضاع ووردت أخبار غير مؤكدة من طرف احد شهود العيان أن الاحتجاجات وصلت إلى مدينة تالة من ولاية القصرين ليلة البارحة و تم حرق إحدى المؤسسات الأمنية و سيارتي شرطة حسب المصدر فيما لم يتسنى لنا التأكد من الخبر. و كانت مدينة القصرين شهدت صباح امس خروج مئات التلاميذ و الطلبة في مسيرة احتجاجية جابت شوارع المدينة احتجاجا على إسقاط عدد من أسماء الشهداء الذين سقطوا في الثورة في كل من القصرين وسيدي بوزيد. وقالت مصادر لكلمة أن المسيرة توجهت إلى حي الزهور الذي شهد سقوط عدد كبير من الشهداء، أين قاموا بإضرام النار في العجلات المطاطية، وانضم لهم عدد كبير من شباب المنطقة. وأفادت نفس المصادر أن المحتجين أحرقوا سيارتين تابعتين لقوات الأمن، كما توجه عدد منهم إلى مقر الولاية وحاولوا اقتحامها، في حين توجه عدد من الشباب المحتج إلى السجن المدني وحاولوا اقتحامه. وأكد شهود عيان أن قوات الأمن استعملت الغاز المسيل للدموع بشكل مفرط، ويبدوا أنها عجزت عن السيطرة على الوضع الذي تؤكد مصادرنا أنه قابل للتطور خاصة مع اندفاع شباب المنطقة الذين يرون أن مدينتهم لازالت تعاني الحيف والظلم والتهميش في كل المجالات إلى اليوم. وكان رئيس المجلس التأسيسي اليوم اقترح اليوم تكوين لجنة مختصة في تحديد قائمة رسمية لأسماء شهداء الثورة، باعتبار أن القائمة التي تمت تلاوتها خلال الجلسة الافتتاحية أمس والتي صاغتها إحدى المنظمات الحقوقية المستقلة، غابت عنها أسماء بعض الشهداء سهوا.