يوم الاثنين صباحا الموافق ل27افريل الجاري رن هاتفي الجوال على الساعة الثامنة صباحا ،وكان على الخط شخص عرفته ذات يوم عندما شن اضراب جوع للمطالبة بحقه في الشغل ،خاصة و قد افنى سنوات من شبابه بحثا عن شهادة تفتح له ابواب الشغل ليعيل عائلة بنت كل أحلامها على إنهاء دراسته ومباشرة عمله. أثناء المكالمة ومع كل كلمة يقولها كنت انتظر أن يدعوني على عادة ابناء الريف- لوليمة "كسكسي بالمسلان" –عندما يحتفلون بمباشرة احدهم لوظيفة ما خاصة وان اخر عهد لي به كان بوعد المسؤولين له بولاية قفصة بايجاد عمل له في اقرب وقت .لكن خاب ظني عندما تبينت انه يخاطبني من معتمدية فريانة من ولاية القصرين وقد تم القاء القبض عليه من طرف دورية أمنية بتهمة تهريب مادة "الحديد" الذي يستعمل في البناءات والتي تهرب من الجزائر في اتجاه تونس، وفهمت من المكالمة ان الوعود التي قدمت له من طرف السلط المحلية والجهوية بولاية قفصة بقيت حبرا على ورق مما إضطره الى تدبر أمره في بعض الاموال والمتاجرة بها في هذا الميدان الذي اختاره حسب قوله لسببين اولهما الخصاصة والحرمان وثانيا انه متى تم القاء القبض عليه تنتبه السلط الى ما آلت اليه اوضاع المعطلين عن العمل في الجهة والوطن عموما مع انه في قرارة نفسه ان هذا الميدان فيه ضرر الى الاقتصاد ولا يشجع الشباب المعطل على اقتحامه انما هي وسيلة مبتكرة للاحتجاج ولفت الانتباه. صديقي قال انه بعد حجز السيارة تحول الى معتمدية فريانة للفت نظر المسؤولين الى حالته وان مادفعه الى هذا الفعل الحاجة الملحة للقمة العيش وهو كفيل لأكثر من عشرة اشخاص لكن على عادة المسؤولين حضرت الشرطة وتم الاعتداء عليه واخراجه عنوة من مقر المعتمدية ...... هنا انتهت المكالمة وهنا انقطعت اخباره وتوقف خط هاتفه عن العمل من العاشرة ونصف من صباح الاثنين الى حدودالحادية عشرة ليلا تقريبا دون ان تتسرب اخبار ونرجو ان يكون المانع خيرا اه نسيت ان أذكر ان صاحبي حاصل على دكتوراه جغرافيا بشرية منذ ما يزيد عن 7سنوات وهو بطال.