السلفية و الساحة السياسية التونسية لمّا كان من ضبابية الفكر السلفي في الأذهان و ارتباطه بجملة من الممارسات التي صنعت الدهشة أو خلقت الرفض لهذه الجماعات , فقد أدّى ذلك إلى نشوء جملة مختلفة من ردود الفعل السياسية المتنوعة تنوّع خلفياتها الفكرية و الاديولوجية...
العلمانيون لا يجب أن يحكموا البلاد في حواره مع صحفي "راديو كلمة" عبّر a title="الشيخ "أبو أيوب التونسي" " href="%20http://www.kalima-tunisie.info/kr/Video_Stream-page-watch-id-114-d-1.html"الشيخ "أبو أيوب التونسي" عن موقف السلفية من بعض الأطراف السياسية التونسية..حيث بيّن " أبو أيوب " أنه يدعو الأحزاب السياسية ذات المرجعية الدينية كحركة النهضة وحزب التحرير إلى الاحتكام إلى الشريعة ,و يذكّر "حركة النهضة" خاصة بكونها قد فازت في انتخابات المجلس التأسيسي بفضل أصوات التونسيين الذين انتخبوها لإيمانهم بأن "الإسلام هو الحل".. و متحدّثا عن اليسار ,وصفه شيخ السلفية الشاب بأنه "في مؤخرة الركب" ,ضعيف التمثيل في المجلس التأسيسي و منبوذ من الناس في الشارع لأنه يضرب الإسلام و ليس عنده ضوابط و هنا يتأتى دور حركة النهضة في تحكيم الشريعة و بردع هؤلاء "اليساريين"... و بالنسبة لحزب التحرير, اعتبر "أبو أيوب التونسي" أنهم يتفقون و إياه في وجوب تطبيق الشريعة رغم بعض الاختلافات الفرعية و أهمّها "التحزّب" لكنه شدّد على أنه " تجمعنا لا اله الاّ الله"... و تبريرا لرفضه التحزب قال أبو أيوب التونسي "نحن لا نرى جدوى من التحزب و من الدخول في هذه السياسة غير الشرعية" واصفا المجلس التأسيسي ب"الخالي من الكتاب و السنة "... و كان "أبو أيوب التونسي" قد قال أن "الأحزاب العلمانية وجب أن لا تحكم البلاد " لفصلها الدين عن السياسة " و قال أنها قد ارتكزت في حملاتها الانتخابية على الدعوة إلى الحريات الفردية المتمثّلة في " أن تخرج المرأة عارية و أن يتزوج الرجل بالرجل و أن يسبّ الإسلام..كلّ ذلك بدعوى الحداثة".. مضيفا " فلو كانت هذه هي الحداثة لرأينا طائرات في السماء و لما كنّا رأينا بهيمية في الأرض." وقال الشيخ السلفي إن العلمانيين "قلوبهم عامرة بغير الله" و ان "الله قال و لن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا" و أضاف " هؤلاء نحن نعرفهم ,هم لا يؤمنون حتى بالله و لكن زورا و بهتانا و حتى لا يتقيّأهم الشعب , نراهم يقولون :لا, نحن نقول لا اله إلا الله في التلفاز. و هذا يدخل في الحملة الانتخابية"..
لا نريد لطرف أن يقصي الأخر بمناسبة نزوله ضيفا على "راديوكلمة" في حصة "حديث في السياسة" ليوم 19 فيفري 2012 , قال "الحبيب اللّوز" النائب بالمجلس التأسيسي عن حركة النهضة أن "هؤلاء السلفيون إخوة لنا...و كثيرون يتّهمونهم بالإقصاء في حين أنهم هم أوّل من ضحاياه..فنحن لا نريد لطرف فكري أن يقصي و نعلّمه أن لا يقصي..". و مثنيا على مقارنة "أبو أيوب التونسي" بين الحكومة السابقة و الحالية في حواره مع مراسل "راديو كلمة", قال "الحبيب اللّوز" :" مادامت المقارنة جاءت لتبرز أن السلفيين ظلموا في الحكومة السابقة و لم يظلموا في ظلّ الحكومة الحالية فهذه كلمة خير و حقّ ننمّيها .." مضيفا "البعض من شباب السلفية,تماما كشباب النهضة, اضطرّ أحيانا الى بعض "الفلتات" قام بها الشباب نتيجة الظلم و الاضطهاد.. ولو نرى أين نشأت هذه التيارات المتشدّدة فسنجد أنها نشأت في السجون,في ظلّ الاضطهاد..فلا بدّ إذن أن نوجّه التهمة الحقيقية إلى من ظلم و استبد و قرّر..."
"نحن نتعامل مع ظاهرة أكثر منها تنظيما " أمّا السيدa title=""زبير الشهودي"" href="http://www.stream.kalima-tunisie.info/radio/podcast/interview/zoubayr_chhoudi.mp3""زبير الشهودي" عضو الهيئة التأسيسية لحركة النهضة الإسلامية فقد قال أنه لا يرى وجودا لتيار سلفي بل لظاهرة سلفية لكنها متعددة تعدد القراءات و الرؤى داخلها..و مقرّا بوجودها على الساحة التونسية ,اعتبر "الشهودي" أنه لا سبيل للتعامل مع هذه "الظاهرة" إلا السبيل القانوني أي الاعتراف بها لمعرفة من خلفها و من ينتظم داخلها و مصادر تمويلها..لتكون السلفية بذلك "مؤطّرة في المجتمع ضمن القانون كأي ظاهرة أخرى".. و يذهب "الشهودي" إلى أن الاعتراف القانوني بالسلفية و السلفيين ضمن حزب مرخّص سيبدّد الضبابية التي تغشى هذه "الظاهرة" كما أسماها و لعدم الوقوع في ملاحقات أمنية رغم استطراده بقوله " و إن كان ثمّة إشكال أمني في الحقيقة"... و يعرّف "زبير الشهودي" هذه الإشكالات الأمنية بكونها "بعض ممارسات متأتّية من محسوبين على التيار أو منخرطين فيه كذلك".. و يؤكّد عضو حركة النهضة على أنه "لا يجب تضخيم ملف السلفية ليصبح هو الأبرز" و على كون الاعتراف القانوني بوجهة النظر السلفية هو أفضل السبل لفهمها والتعامل معها ..
الاستعارة الإيديولوجية..مقابل لائكية المؤتمر أكّد السيد a title=""فتحي الجربي"" href="http://www.stream.kalima-tunisie.info/radio/podcast/interview/fethi_jerbi.mp3""فتحي الجربي" ,عضو مؤسّس لحزب المؤتمر من أجل الجمهورية, على الطابع اللائكي للحزب مقابل رفضه الاستناد إلى إيديولوجية دينية و خاصّة المتطرّفة منهافي إشارة إلى السلفية..و قال أن المؤتمر يمثّل الشعب التونسي بكامل أطيافه,هذا الشعب المتأصّل في تاريخه العربي الإسلامي و في محيطه المتوسطي و المتمسّك بإعلان حقوق الإنسان مرجعية له.. و في إطار الحديث عن موقف الحزب من السلفية استند السيد "الجربي" إلىa title="تصريح السيد "المنصف المرزوقي"رئيس الجمهورية" href="http://www.youtube.com/watch?v=Lq9fcGGOYvI&feature=related"تصريح السيد "المنصف المرزوقي"رئيس الجمهورية و الذي وصف فيه مستضفي الداعيى المصري "وجدي غنيم" ب"الجراثيم" بمناسبة حديثه إلى قنوات "الوطنية" و "حنّبعل" و "التونسية" مساء الأربعاء 15 جانفي 2012 ... و رأى "الجربي" أن كلمة السيد "المرزوقي" في السلفيين تعبّر عن موقف التونسيين جميعا و عن موقف "المؤتمر" على وجه الخصوص الذي يورده بقوله " نحن ضدّ السلفية ".. لكن يعود العضو المؤسس للحزب الذي يشكّل إحدى مكوّنات "الترويكا" الحاكمة إلى الإقرار بأن موقف حزبه السلبي من السلفية لا يعني إقصاءها أو تجريمها أو معاقبتها بل يذهب الى ضرورة منح هذا التيار فرصة للانتظّام بشكل قانوني ممّا من شأنه أن يساعد حسب رأيه على معرفته و على معاقبته في إطار القانون إذا ما خالفته ... و في سؤال له حول موقف "المؤتمر" من أحداث ك"سجنان" و "بئر علي بن خليفة" أجاب "فتحي الجربي" بأن حزبه بالتأكيد رافض لكل أشكال العنف هو الذي نادى بالسلمية المقاومة منذ عهد بن علي..كما أثنى "الجربي" على دور الجيش و قوات الأمن في التصدي لهذه الممارسات مبديا أسفه لصغر سن المشاركين في أحداث بئر علي بن خليفة و الذي اعتبره أمرا خطيرا لرؤية العنف المتبادل بين أفراد الشعب التونسي من شباب مغرّر به و قوات الأمن... المفتاح هو الوفاء..نحو فهم السلفية استهلّ السيد a title=""البحري الجلاصي" " href="http://www.stream.kalima-tunisie.info/radio/podcast/interview/bahri_jlassi.mp3""البحري الجلاصي" حديثه عن موقف حزبه "المفتاح هو الوفاء" من السلفية بتبيان جهل العديد من التونسيين لمعنى هذه الكلمة موضّحا أنها تنقسم كتيار إلى أربع فرق أوأكثر ففيه السلفية "الطائعة لأولي الأمر منهم صالحين كانوا أو مفسدين" و فيه "المتشددون " الذين يفهمون الدين على طريقتهم مشيرا إلى "الجهادية" الذين تساءل حولهم "أين سيجاهدون في تونس؟"..حيث يرى "الجلاصي" أنّ الله قد منّ على التونسيين بالحرية إذ نزع الملك عن "الطاغية بن علي" لينتفي بذلك واجب الجهاد خاصة في ظلّ الحكومة الجديدة و "المتنوعة" .. و دعا "الجلاصي" ,الذي يدّعي المرجعية الدينية لحزبه, السلفيين إلى "مراجعة أنفسهم" و طالب حركة "النهضة" بوصفها حزبا "دينيا" بالاجتماع ببقية "الأحزاب الدينية" و التشاور لمحاولة استقطاب "هذه المجموعة السلفية " و شرح الدين القويم لها و قيم الاعتدال و التعامل مع بقية التونسيين..كما أكّد أن ما يحصل في دول مثل أفغانستان و العراق يعود إلى التشدّد الديني و غياب قيمة التسامح ... و رفض "الجلاصي" أي وصاية بشرية لإنسان على أخر معتبرا أن الهداية بيد الله و أن الدعوة إلى سبيله القويم إنما تكون ب"الكلمة الطيبة".. و أضاف "البحري الجلاصي" أنه مع إسناد تأشيرة قانونية لحزب "التحرير" الذي يعتقد اعتقادا وثيقا في كونه "حزبا معتدلا" و يسحب قوله هذا على بقية مكونات النسيج السلفي لينادي بضرورة تمكينها جميعا من ترخيص قانوني لتمييز المعتدل و العلمي و المتطرف منها ... و يتساءل "الجلاصي" :" هناك أكثر من 119 حزبا معظمها علمانية ويسارية تحظى بتركيز الصحافة و الإعلام و تمارس تشويهنا فلم لا تمنح التأشيرة إلى الأحزاب الدينية لتخرج إلى النور.. أو لم لا تستقطب "النهضة" رؤساء الحركة السلفية داخلها فتحقق بذلك الأمن و الاستقرار؟"
لا اعتذار عن "الجراثيم" أنحى السيد "الجنيدي عبد الجواد" (رابط 4 ) باللوم على الحكومة لفتحها أبواب المساجد للتيارات المتطرفة و المتشددة كي تمارس فيها توظيف الدين الإسلامي لخدمة مأربها الخاصة.. مؤكّدا على أنّ المساجد "مجعولة للعبادة و ذكر المولى و الموعزة و الدعوة إلى التالف و التحابب و التعايش".. بينما الواقع أنه تم استعمال بيوت الله لأغراض أخرى استقدم من أجلها "دعم من الخارج" لزرع بذور الفتنة بين التونسيين مشيرا في ذلك إلى استقدام دعاة أجانب إلى تونس و خاصة منهم المصري "وجدي غنيم" الذي اتهمه ب"قلة الحياة" و بالتهجم على نساء تونس و تكفيرهنّ.. و قال أنه "قد مضى إلى تفتيش عقول التونسيات و النبش في قلوبهنّ بدعوته إياهن إلى غسل أدمغتهن من التقاليد "... و يصرّ "الجنيدي" على أن ما أسماه "غنيم" تقاليدا" إنما هي "القيم السمحة للمجتمع التونسي المتفتح" ... و توجّه عضو حركة التجديد و الناطق الرسمي باسم "القطب الحداثي" باللوم إلى حركة النهضة لاستقبالها الرسمي ل"وجدي غنيم" متعجّبا على وجه الخصوص من مبادرة الشيخ "الحبيب اللّوز" باستقبال الداعية صاحب فتوى ختان البنات المثيرة للجدل ..و تساءل "الجنيدي" في عبارة تونسية مميزة "يا خي شبيه اللّوز ؟أش خصّو هو بش ما ينجمّش يرشد الشباب؟" قاصدا قدرة "الحبيب اللوز" على القيام بمهمة الإرشاد الديني و التثقيف السياسي بدل الاستعانة بدعاة أجانب ... كما أكّد "الجنيدي" على أن تونس تزخر بمشائخ و علماء يحققون اكتفاءها الذاتي من بينهم "الطاهر بن عاشور" و "فاضل بن عاشور " و "الطاهر الحداد" و " عبد الفتاح مورو" و "راشد الغنوشي" وغيرهم.. متسائلا حول سبب عدم تخلّي هذا الأخير عن السياسة للنهوض بدوره كداعية لتفسير الدين التونسي المتسامح "ما دام يعتبر نفسه عالما إسلاميا "... و في إطار الحديث عن تنوير الشباب حول قيم الدين السمحة قال "الجنيدي عبد الجواد" أن التهديد الحقيقي للمجموعات السلفية يتمثل في تأثيرها على الشباب لينزلقوا إلى مخاطر العنف و الإرهاب حيث أصبح العديد من بينهم "يجاهر بطريقة سافرة بانتمائه إلى القاعدة" معتبرا أن هؤلاء في حاجة إلى تأطير "ثقافي و سياسي لا إلى مزيد من إيقاد النارو التهييج".. و أكّد أن خطر هذه المجموعات كبير على الأمن الداخلي للبلاد و على الحكومة ذاتها ... هذا و عبّر "الجنيدي" عن تأييده لعبارة "جرثومة" التي صدرت عن رئيس الجمهورية قائلا بأن الدعاة المستقدمين من الخارج بالفعل جراثيم غريبة عن جسد الوطن التونسي بقيمه و تقاليده السمحة ... سلفيون في مظاهرة مندّدة بعبارة "جراثيم"
و رفض "الجنيدي" الحذو نحو "المرزوقي" في اعتذاره عن استعمال التوصيف الجرثومي للحالة مؤكّدا تمسكه بها و كونها عبارة قيلت في موقعها و مصدرها "القلب و الصميم"..و كان رئيس الجمهورية قد اعتذر بالفعل عن عبارة "جرثومة" و ذلك يوم الخميس 16 فيفري 2012 على الصفحة الرسمية لرئاسة الجمهورية على الموقع الاجتماعي الفايسبوك ... كما أثنى "الجنيدي عبد الجوّاد" على "تشبث التونسيين بقيمهم و تقاليدهم السمحة التي تعلّموها عن علماء تونس" بحيث تنتفي حاجتهم إلى "المشعوذين" كما أسماهم...