كانت لفترة هيمنة عائلتي زين العابدين بن علي وزوجته ليلى الطرابلسي انعكاساتها السلبية على الرياضة التونسية. فقد حاولت هذه العائلة السيطرة على الرياضة تماما كما سيطرت على كل المجالات في البلاد. وكانت آخر هذه المحاولات "انتخاب" سليم شيبوب، صهر بن علي، على رأس اللجنة الاولمبية التونسية. ومن الجلي والواضح لنا هذه 'الثقافة المنحطة' التي تسربت لمدارجنا فباتت تحكم ملاعبنا في السنوات الأخيرة، عداوة بين الفرق.. سب وشتم وتكسير.. و..كلام بذيء.. وذلك ما كان يرمي إليه من كان ساهرا على الرياضة في تونس : تهميش وابتذال وكرة قدم.. ثلاثية من خلالها فقط يمكن إقصاء الشباب التونسي من الحياة السياسية وربما تنسيه همومه اليومية.. بطالة، ديون، اكتظاظ ، مظالم، اهانة، احتقار... ولسنوات طوال كانت الكرة متنفسا وملاذا لنسبة كبيرة من التونسيين مادامت المجال الوحيد الذي يمكن فيه ممارسة "حرية التعبير".. اليوم يزول نظام بن علي دون رجعة وها أننا ننظر إلى غدنا المشرق بكل تفاؤل.. غد نؤسس فيه لرياضة بلا عراك، بلا تكسير، بلا سب ولا شتم. غد تكون فيه الرياضة وسيلة للتآخي والحب. اليوم يقف الشعب التونسي، ومن بينه جمهور كرة القدم سابقا بمختلف انتماءاته الرياضية وقفة رجل واحد جنبا الى جنب في وجه من حاول المساس بأمنه وزعزعة استقراره، يقف أعزل إلا من حجارة وعصا ليدافع عن وطنه وأرضه وعرضه و ليعلمنا كيف يكون التونسيون من الشمال الى الجنوب ومن الشرق الى الغرب أخوة. عرفنا، من دون شك، في السنوات الأخيرة، وجوها أفسدت الرياضة التونسية وأدخلت الأندية في صراعات وحجبت الثقة عن حكام نعتوا بالمرتشين وسلبت حقوق عدة أندية. أما الان ورياح الثورة قد هبت فنحن اليوم مطالبون بالإصلاح أيضا. فرياضتنا يجب أن تترك لأهل الاختصاص ولنا من الكفاءات ما يجعلنا نمضي في درب الإصلاح الشامل ومن لا يفهم في الرياضة لا يجب أن يتدخل فيها. "كرتنا مريضة" قالها ذات مرة طارق ذياب في تصريح لموقع كوورة وعلاجها يكمن في التعويل على الفنيين فهم وحدهم يفهمون داءها وهم الوحيدون الذين لهم الكفاءة للنهوض بها. نحن اليوم نبني تونسالجديدة وعلينا كلنا من لاعبين وفنيين واداريين واعلاميين ان نصلح رياضتنا.