استغل فريق الوداد البيضاوي المغربي الفرصة الثانية التي لاحت له في بطولة دوري أبطال أفريقيا 2011 على أحسن وجه بتمكنه من التأهل للدور النهائي حيث سيلاقي الترجي التونسي نهاية هذا الأسبوع. وكان الوداد قد بلغ نهاية طريق بحثه عن لقب ثان في ماي الماضي حينما تلقى هدفا في الدقيقة الأخيرة من حامل اللقب تي بي مازيمبي في الكونغو الديمقراطية ليخرج الفريق الشمال أفريقي من البطولة. لكن وصيف كأس العالم للأندية 2010 أشرك لاعبا لا يحق له المشاركة وهو المدافع جانفييه بوكونجو بيسالا أمام الوداد وسيمبا التنواني في الدور السابق ليتم إقصائه من البطولة. وبعد أن احتاج 87 دقيقة ليتخطى دفاع سيمبا التنزاني في مباراة فاصلة في القاهرة حقق الوداج الفوز بنتيجة 3-صفر بفضل المتألقين فابريس أونداما ومحسن ياجور. ووضعت القرعة الوداد مع بطل أفريقيا ستة مرات الأهلي المصري وبطل أفريقيا السابق الترجي ومولودية الجزائر، وكان على فريق المدير الفني الجديد السويسري ميشيل ديكاستال طريق طويل لبلوغ نصف النهائي. وكانت البداية صعبة بدنيا ونفسيا أمام الأهلي، وتقدم الوداد ثم تأخر مرتين قبل أن يخطف التعادل 3-3 في الدقيق قبل الأخيرة عبر ياجور. وسجل الكونغولي أونداما هدفا في الدقيقة الأولى ليفتح طريق الفوز على المولودية 4-صفر قبل أن يتعادل الفريق ذهابا وإيابا مع الترجي ثم على أرضه مع الأهلي ليبقى الوداد ثانيا قبل مرحلة واحدة من النهاية. وقلب متذيل الترتيب الأوراق بفوزه على الوداد 3-1 لكن الأهلي تعادل في القاهرة مع الترجي ليخطف الوداد المركز الثاني بفارق الأهداف المسجلة خارج الرض مع الأهلي حيث سجل 3 مرات في القاهرة مقابل مرة وحيدة للأهلي في الدارالبيضاء. ولم يرض إقصاء الأهلي أعلب المتابعين بقدرة الوداد على مجاراة بطل القارة إنيمبا النيجيري الذي دخل نصف النهائي دون هزيمة في البطولة وكان مرشحا للفوز في نصف النهائي. ووضع النيجيريين تحت الحصار في لقاء الذهاب أمام 70 ألف متفرج في ملعب محمد الخامس وفي الوقت الذي كادت فيه المباراة تنتهي بالتعادل خطف البنيني باسكال أنجان الهدف الوحيد. لكن انيمبا بقى صاحب الحظوظ الأوفر في التأهل للنهائي لكنه لم يتمكن من اختراق الدفاع المغربي في ابا لتنتهي المباراة بالتعادل السلبي ويتأهل الوداد للدور النهائي للمرة الأولى منذ عام 1992 حين تفوقوا على الهلال السوداني 2-صفر في مجموع المباراتين. وكان الوداد وقتها يضم نجوما مثل المدافع نور الدين نايبت ولاعب الوسط رشيد الداوودي والسنغالي موسى نداو الذين سجلوا أهداف تاريخية ساهمت في تخطي الوداد لمنافسيهما المحليين الرجاء والجيش الملكي وغزو القارة السمراء. ورغم أن فريق 2011 يفتقد للأسماء الكبيرة إلا أن الحارس نادر لمياغري سيكون أساسيا في كأس الأمم يناير المقبل بالإضافة للاعبي الوسط سعيد مفتاح ومحمد برابح وأيوب الخليقي. ويعد المهاجم السريع أونداما هو معشوق الجماهير وساهم مع زميله ياجور بخمسة أهداف لكل منهما في أهداف الفريق ال21 في 15 مباراة في الطريق إلى النهائي الذي تقام مبارة الذهاب فيه يوم الأحد المقبل بينما تقام مباراة الإياب بعدها بستة أيام في تونس. وسبق للرجل الأشيب ديكاستال أن تذوق المجد الأفريقي حين قاد الصفاقسي التونسي للقب كأس الاتحاد الأفريقي عام 1997 ، لكنه اعترف أن بطل أفريقيا 1994 سيكون "خصما صعبا لكننا نأمل في تحقيق الأفضل". وستيكون هذا هو النهائي القاري الرابع للوداد الذي خسر نهائي كأس الاتحاد عام 1999 أمام النجم الساحلي التونسي بقاعدة الهدف خارج الأرض، وفاز بكأس أبطال الكؤوس بعدها بثلاث سنوات بالطريقة نفسها على حساب أشانتي كوتوكو الغاني.