تولى الدولي السابق مصطفى الحداوي الذي شارك في كأسين للعالم في مونديال 1994 و1986 بالمكسيك مهمة تدريب منتخب المحليين الذي سيخوض أول مباراة إقصائية له في المنافسات المؤهلة لكأس إفريقيا للمحليين بالسودان ضد المنتخب التونسي.. هذا القرار الذي خرجت به جامعتنا الموقرة أثار الكثير من التساؤلات خصوصا بعد إسناد مهمة الإشراف على تدريب المنتخب الوطني للمحليين لمدربين بدل مدرب واحد، في الوقت الذي سيخوض فيه إقصائية واحدة ستجرى على مرحلتين، وهذا أمر يثير الغموض واللبس. المسألة تبدو غير مفهومة لأنه كان من المفروض اختيار مدرب واحد لهذه المهمة، بناء على معايير واضحة عوض إسناد المهمة لمدربين يمكن أن يحدث بينهما نزاع بخصوص الإختصاصات والصلاحيات، كما يمكن أن تنشب بينهما صراعات نحن في غنى عنها خاصة وأن منتخب المحليين قريب من دخول مرحلة حاسمة تستوجب التركيز وروح التضامن والتكافل بين جميع المكونات.. وهنا تطفو إلى السطح تخوفات الشارع الرياضي المغربي من انتكاسة جديدة لكرة القدم الوطنية متمثلة في منتخب المحليين خاصة في هذا الظرف الذي يتطلب العمل الجاد المبني على ضرورة إيجاد الإختيارات الصائبة حتى نبتعد أكثر عن انتكاسات المتوالية وتجاربنا الفاشلة. وأول الغيث قطرة، فها هو الحداوي يعبر غير ما مرة عن تبرمه من ضيق الوقت مع أنه من المفروض عليه أن يكون قدر المسؤولية ويبتعد عن إعطاء الأعذار التي لا مبرر لها، وأن يكون منطقيا في كل طرح يدلي به، فبدل أن يبدأ الآن في "التباكي" على ضيق الوقت، عليه أن يشرح الأسباب التي كانت وراء قبوله مهمة قيادة منتخب المحليين وهو على علم مسبق بضيق الوقت، الذي لا يسمح له بهامش مريح من العمل ليشكل فريقا قويا ومنتخبا متجانسا ومتفاهما قبل ملاقاة الأشقاء التونسيين. إلا أن الحداوي وكسابقيه يبرر قبول هذه المهمة تحت ذريعة "الواجب الوطني" مع أن مهمته مؤدى عنها بأجر شهري محترم وبكل أشكال التعويضات والإمتيازات المادية والعينية، كما أن الأسلوب الذي اتبعه الحداوي في التعامل مع أول تجمع تدريبي لمنتخب المحليين واستعجاله لإجراء مباراة إعدادية في أول محطة من التجمعات التدريبية التي سيباشرها، تأكد معها في نهاية المطاف أنها عديمة الفائدة وبدون جدوى، بعد الضغوط التي تعرض لها من بعض المدربين حتى ينهي التجمع قبل أوانه حتى يستعيدوا لاعبيهم بحجة التزاماتهم على مستوى البطولة الوطنية، كما كان ذلك بسبب تخوف المدربين من تعرض لاعبيهم لإصابات قد تحول دون الإستفادة منهم... وكل هذه الضغوطات لم يكن للحداوي أن يرضخ لها خصوصا في عدم التدخل في اختصاصاته كمدرب، لأن هذا التساهل يفتح الباب على مصراعيه لكل أشكال الميوعة، وهذا لا يعني إغلاق باب التواصل مع مدربي الفرق، بل يجب احترام اختيارات مدربي المنتخبات الوطنية واحترام برنامجهم المسطر، لأنه لو كان المدرب أجنبيا لما تجرأ أحد على التدخل في مهامه بدافع حماية مصالحه الشخصية، والشيء الثالث الباعث على التخوف هو أن يستمر الحداوي في إطلاق العنان للسانه والسعي إلى التشهير بمن يتصل به لعرض فكرة أو اقتراح من باب الرغبة في مساندته، كما حدث بالنسبة للطاهر الخلج.