عانت البرازيل الأمرين في مستهل سعيها لإحراز لقبها العالمي السادس، لتخطي عقبة كوريا الشمالية المتواضعة 2-1 الثلاثاء على ملعب "ايليس بارك" في جوهانسبورغ ضمن الجولة الأولى من منافسات المجموعة السابعة لمونديال جنوب أفريقيا 2010، وذلك في حضور حوالي 50 مشجعاً كورياً. ال "سيليساو" يعاني لاختراق كوريا ووجد ال "سيليساو" صعوبة كبيرة في اختراق دفاع خصمه المنظم، خصوصاً في الشوط الأول حيث نجح الكوريون في إغلاق المنافذ اليسرى واليمنى وتكتلوا أيضاً في الوسط ليشكلوا سداً منيعاً حرم رجال المدرب كارلوس دونغا من الوصول إلى مرمى الحارس ري ميونغ دوك. لكن الوضع تغيير في الشوط الثاني عندما نجح ظهير انتر ميلان الإيطالي مايكون في افتتاح التسجيل (55)، ما مهد الطريق أمام ايلانو ليضيف هدفاً ثانياً (72) سهل مهمة ال "سيليساو" في حسم مواجهته مع نظيره الكوري الشمالي الذي نجح في خطف هدف تقليص الفارق عبر نام جي (89) الذي سجل الهدف الأول لبلاده في العرس الكروي منذ أن خسرت أمام البرتغال في ربع نهائي نسخة 1966 في إنكلترا. ويعود منتخب كوريا الشمالية إلى العرس الكروي بعد غياب دام 44 عاماً عندما حقق مفاجأة مدوية بوصوله إلى ربع النهائي على حساب إيطاليا (1-صفر)، قبل أن يخسر أمام البرتغال الموجودة حالياً في المجموعة ذاتها 3-5 في مباراة تقدم خلالها بثلاثية نظيفة، علماً بأنه كان حينها أول منتخب آسيوي يتخطى الدور الأول في العرس الكروي.
علامات استفهام حول مستوى البرازيل ويمكن القول ان المباراة لم تعط فكرة واضحة عن مستوى المنتخب البرازيلي الذي لم يخسر ايا من مبارياته الافتتاحية منذ عام 1934 عندما سقط امام اسبانيا 1-3 وخرج من الدور الاول، وذلك نظرا لاعتماد منافسه على اللعب الدفاعي البحت على امل الخروج بنقطة، وعلى المدرب كارلوس دونغا ان يقنع منتقديه انطلاقا من المباراة الثانية التي ستجمعه بعد خمسة ايام مع ساحل العاج التي اجبرت البرتغال على الاكتفاء بالتعادل معها صفر-صفر اليوم ايضا. وتمثل البطولة تحدياً لدونغا الذي اعتبره كثيرون بأنه سيشغل هذا المنصب الذي استلمه عقب نهائيات كأس العالم 2006 في ألمانياً خلفاً لكارلوس البرتو باريرا لفترة محددة، لكنه خالف التوقعات من خلال نجاحه ببراعة في ثلاث تجارب له مع المنتخب حتى الآن. ويبحث دونغا عن أن يصبح ثالث مدرب في التاريخ يحرز اللقب لاعبا ومدربا بعد مواطنه ماريو زاغالو (1958 و1970) والقيصر الألماني فرانتس بكنباور (1974 و1990)، علماً بأن دونغا كان قائداً للمنتخب الذي توج باللقب المرموق عام 1994 في الولاياتالمتحدة الأميركية. وبدأ دونغا اللقاء بإشراك لويس فابيانو وحيداً في المقدمة ومن خلفه الثلاثي ايلانو وكاكا وروبينيو، فيما تولى جيلبرتو سيلفا وفيليبي ميلو مهام الوسط الدفاعي في مباراة لجأ خلالها المدرب الكوري الشمالي كيم جونغ هون إلى خط خلفي مكون من خمسة مدافعين، فيما لعب المحترفون الثلاثة منذ البداية، ان يونغ هاك (اوميا ارديجا الياباني) في الوسط وجونغ تاي سي (كاواساكي فرونتال الياباني) في المقدمة إلى جانب هونج يونغ جو (روستوف الروسي).
كوريا لا تخشى البرازيل وأحكم الكوريون إغلاق منطقتهم في بداية اللقاء ومنعوا لاعبو ال "سيليساو" من تهديد مرمى الحارس ري ميونغ غوك، وكانت الفرصة الأولى في اللقاء على ملعب جوليو سيزار عندما سد "واين روني اسيا" جونغ تاي ساي من حدود المنطقة لكن حارس انتر ميلان الإيطالي تدخل وأنقذ الموقف دون صعوبة تذكر (11). وبدا أن المنتخب الكوري لم يعان من أي عقدة نقص على الإطلاق في مواجهة العملاق البرازيلي، ونجح لاعبوه تدريجياً في الانطلاق نحو مرمى جوليو سيزار، في وقت عجز رجال دونغا عن تهديد مرمى المنتخب الآسيوي في أي مناسبة حقيقية خلال نصف الساعة الأول تقريباً، حتى سدد مايكون كرة قوية من خارج المنطقة صدها الحارس ميونغ كوك وحولها إلى ركنية أولى للبرازيليين لكنها لم تثمر (28). ثم أتبعها الظهير الآخر ميشال باستوس بتسديدة بعيدة أخرى تحولت من رأس المدافع وعلت العارضة بقليل (34)، ثم فشل ال "سيليساو" في تهديد مرمى خصمه حتى نهاية الشوط الأول بعدما نجح رجال كيم جونغ هو في إغلاق منطقتهم وجميع المنافذ المؤدية بشكل مميز.
"راقصو السامبا" يتحسنون في الشوط الثاني ومع بداية الشوط الثاني، فرض البرازيليون أفضليتهم المطلقة مجدداً، لكنهم عجزوا عن الوصول إلى المرمى ثم حصلوا على فرصة ثمينة لافتتاح التسجيل من ركلة حرة، إلا أن تسديدة باستوس مرت قريبة من القائم الأيمن (51). لكن الفرج جاء بعد 4 دقائق عندما توغل مايكون في الجهة اليمنى بعد تمريرة من ايلانو، ثم سدد كرة صاروخية بدت وكأنها عرضية أكثر من تسديدة لكنها أخذت اتجاه المرمى وسكنت الشباك الكورية (55). وكاد باستوس يضيف هدفاً ثانياً بعد دقائق معدودة بكرة قوية أخرى من باستوس، لكن الحارس كان في المكان المناسب لينقذ الموقف (61)، ثم حصل فابيانو على فرصة ثمينة أخرى بعد تمريرة من روبينيو على حدود المنطقة فسيطر عليها بصدره وتخلص من المدافع قبل أن يطلقها صاروخية لكن محاولته علت العارضة (64). ونجح ايلانو في إضافة الهدف الثاني (72) بعد تمريرة بينية متقنة من روبينيو الذي وضع لاعب وسط غلطة سراي التركي في مواجهة الحارس، فأودع الكرة أرضية في الزاوية اليمنى قبل أن يترك مكانه مباشرة لدانيال الفيش. ثم زج دونغا بمهاجم فياريال الإسباني نيلمار بدلاً من كاكا (78) الذي بدا بعيداً عن مستواه المعهود، وبلاعب وسط بنفيكا البرتغالي راميريس بدلاً من لاعب وسط يوفنتوس ميلو (84). وعندما كانت المباراة تلفظ أنفاسها الأخيرة، خطف جي يون نام هدفاً تاريخيا لكوريا الشمالية عندما تلاعب بلوسيو قبل أن يسدد في مرمى جوليو سيزار (89).