يبارك منتدى الفارابي للدراسات والبدائل المبادرةَ التي أطلقتها جمعيةُ الطلبة القادة لاستعادة عافية القراءة وإعادة الاعتبار للكتاب، ويثمّن المجهودَ الذي يبذله طلبتنا من أجل الإسهام في تحقيق نهضة فكريّة أصيلة نقدّر أنّها انطلاقةٌ فعليّةٌ لواقع علميّ وثقافيّ نأمل أن يكون أفضل فأفضل. وبهذه المناسبة يدعو منتدى الفارابي للدراسات والبدائل كلَّ القائمين على الشأن الفكريّ وكلَّ المبدعين في مجالات العلم والثقافة والفنون وكلّ المربّين الأجلاّء إلى تحفيز النّاشئة على المطالعة ودفعهم إلى اكتساب مقوّمات الشخصيّة المبدعة المتطلّعة إلى آفاق الإنتاج الرّمزيّ والرّوحيّ. ويؤكّد المنتدى في هذا السّياق: - أنّ القراءةَ مقامٌ وجوديٌّ ونمطٌ أساسيٌّ من أنماط الحضور في العالم.”وإنّ أمّةً لا تقرأ أمّةٌ بلا ذاكرة ولا مستقبل”. - وأنّ القراءةَ فعلٌ إبداعيٌّ بأتمّ معنى الكلمة. فهي السّبيل الأمثل لتواصل إنسانيّ يقبل بالاختلاف والتنوّع ضمن عالم يتّسع للذّات وللآخر. - وأنّ القراءة أيضًا فعلٌ تأصيليٌ بأفضل ما يكون التأصيل. فهي الكفيلةُ بتبديد الجهل الّذي هو رأس المفاسد كلّها، وهي الكفيلة بتأسيس المعرفة الّتي هي في جوهرها تعارفٌ مفتوحٌ. فأيّ جهل أعتى من الجهل بالذّات ؟ وأيّ موقف أنكى من رفض التّعارف ؟ - وأنّ الكتاب نفحةٌ من نفحات الفكر والرّوح، فيه تكمن قيمةُ الإنسان وبه يكون الرّقيُّ المعرفيّ والوجدانيّ. وكلُّ قراءة هي ترجمةٌ لتلك القيمة فهما وإدراكا ولذّة. هي لذّة النصّ: كتابةً وقراءةً وتأويلاً. وهكذا فإنّ المبادرة إلى القراءة، دون حصرها في غرض النّجاح الدّراسيّ، إنّما هي مبادرة إلى تملّك القدرة على كتابة تاريخ المستقبل انطلاقا من الحاضر الإبداعيّ للذّات المنتجة لآليّات البناء الحضاريّ والتّاريخيّ في أبعاده المختلفة. يرجو منتدى الفارابي لبناتنا وأبنائنا الطّلبة التّوفيق والنّجاح، وهو يدعم التّظاهرة الّتي ستنعقد يوم الأحد 22 أفريل 2012 بمختلف ولايات الجمهوريّة، ويرى فيها استعادةَ السّاحة الطالبيّة لتألقها ولبعدها الطّليعي. رئيس المنتدى : د. سالم العيّادي أستاذ الفلسفة الكاتب العام : زهير المدنيني أستاذ مبرّز في الفلسفة