وأنا اتابع الندوة الصحفية لرئيس الحكومة أمام بهو المستشفى الجامعي الهادي شاكر بصفاقس ، أثار انتباهي واستغرابي ردة فعل رئيس الحكومة لنداء الإستغاثة الذي اطلقته تلك الممرضة الشجاعة والغيورة على ماتبقى من هذا الوطن. فرغم توسلها له هي وزملائها بزيارة قسم الإنعاش الجراحي للوقوف على الوضعية الحقيقية للقسم حيث لا العصافير تزقزق مثلما يروون ولا السماء زرقاء ، إلا ان رئيس الحكومة تذرّع بقلة الوقت ووعد بأن يقوم وزير الصحة بزيارتهم مطلع الاسبوع القادم حيث أنه في ظل هذه الأزمة ، الساعات بل الثواني تصبح مهمة. أنا أتساءل : أي وقت لا يكفي ؟ اليست هذه زيارة مبرمجة لمعاينة واقع المستشفى في ظل المشاكل التي حصلت فيه بداية الاسبوع؟ أليست الزيارة للاطلاع على المشاكل التي حالت دون فتح المستشفى الجديد والأذن بتذليل كل الصعوبات التي تحول دون فتحه حالاً ؟ السيد رئيس الحكومة فشل حسب رأي فى الإمتحان حيث كان يمكن الانقضاض على هذه الفرصة والذهاب بسرعة ليكتشف هول المصيبة : قسمٌ بدون أية مقومات سلامة، بدون أية تجهيزات تسمح لهذه الممرضة النبيلة وزملائها بالقيام بواجباتهم. كانت فرصة للفخفاخ بان يطمئن صفاقس بان زيارته هي بهدف الإطلاع على وضعيتها الصحية عن قرب وليس كما يريد أن يصورها له بعض المسؤولين.كان من الاجدى وضع الاصبع على الداء لمعالجة المشاكل قبل فوات الاوان والتاكد بنفسه عما حدث هذا الاسبوع. خاب الظن وندعو لبلدنا بإن يرزقنا الله بمسؤول قادر على الاستماع إلى مشاغل شعبه بدون شعبوية وبدون تقصيرٍ حتى ولو كان على حساب "وقته" . لكي الله يا تونس