إن النزاع الدائر في ليبيا بين قوات الشرق بقيادة حفتر و قوات الغرب بقيادة السراج و كل طرف يدعي النصر و لكن الشعب الليبي هو المتضرر الأكبر من هذا النزاع و الذي يأخذ في غالب الأحيان صبغة النزاع بالوكالة عن قوى خارجية تهزها الأطماع في ثروات الشعب اليبي و لتأكيد رأيي سأعود لتاريخ ليبيا في القرنين الثامن عشر و التاسع عشر فقد أصبحت ليبيا ولاية عثمانية سنة 1551م وبقيت تحت الحكم المباشر لاسطنبول إلى حدود 1711م و بعد اضطرابات و قلاقل ظهرت في هذه الولاية و على غرار تونس سلالة حاكمة وهي الأسرة القارامانلية وهي أسرة شبيهة بالأسرة الحسينية في تونس أي أنها من الكرغليين ( ناتجة عن علاقة المصاهرة بين الأتراك الوافدين و السكان الأصليين) و قد اضطر السلطان العثماني للاعتراف بها و منح حاكم طرابلس أحمد قارامانلي لقب الباشا وقد اعتمدت هذه الولاية على مداخيل الأتوات التي تفرضها على سفن الدول الأوروبية ولكن الأوضاع في ليبيا شهدت اضطرابات بسبب حالة الفوضى التي سادت البلاد في أواخر القرن 18 يضاف لهذا الجفاف و الأوبئة و الصراع على السلطة بين أفراد الأسرة الحاكمة و رغم هذه الظروف الصعبة فقد انخرط يوسف باشا قارامانلي في النزاعات الدولية القائمة في عهده فقدم الدعم و المساندة لنابوليون في حملته على مصر سنة 1798م رغم معارضة السلطان العثماني لهذه الحملة وقد أثار هذا الموقف غضب بريطانيا كما دخل يوسف باشا في صراع مع قوة صاعدة وهي الولاياتالمتحدةالأمريكية بسبب الأتاوات المفروضة على سفنها و قد قامت هذه الأخيرة بفرض حصار على طرابلس في أوت 1801و لما عجزت عن فرض شروطها على يوسف باشا لجأت إلى المناورة بتأجيج الخلافات داخل الأسرة الحاكمة فأقنعت أحمد قرامانلي الموجود في مصر بالثورة على أخيه يوسف في أكتوبر 1804و بعد توصل الجانبين الأمريكي و الليبي لاتفاق ينهي النزاع تخلت الولاياتالمتحدة عن أحمد قارامانلي و في الختام أرى أنه لا يمكن حل النزاع في ليبيا إلا بالنأي عن إقحام قوى خارجية فيه و البحث عن حل بين الفرقاء الليبيين