هل كان اجدادنا وآبائنا اشدّ حرصا منا على النظافة وعلى دراية تامة بما يتهدّد المدينة العتيقة من مخاطر في صورة عدم تنظيفها ؟ يبدو ذلك صحيحا لأن المدينة العتيقة كانت تخضح فجر كل صباح إلى عمليّة تنظيف دقيقة حيف ترفع جميع الاوساخ ثم تتولى الشاحنات " تسييق" جميع الانهج بالماء المتدفّق بقوة حتى يزيل ما علق بها من اتربة وغبار وكان كل من يدخلها صباحا يجدها في ابهى حلّة واليوم تخلت البلدية على هذه الطريقة التقليدية التي تبقى الافضل والاجدى بحكم ضيق الانهج فلماذا هذا التقصير ؟ هل لقلة ذات اليد أم لرغبة غابت عنهم ؟ حال المدينة العتيقة اليوم يبعث على البكاء كل صباح ونحن نمر عبر بوشويشة وبقية النهج لنجد اوساخ الامس وما تركه التجار من بقايا الخضر والغلال في إستقبالنا فأين نحن اليوم واين نسير وكيف ستكون نهاية هذا الصرح الكبير ؟ فحتى في أيام الإثنين حيث تغلق المدينة العتيقة لا تتم عمليّة التنظيف فأي جريمة نرتكبها في حق انفسنا وتاريخنا وتراثنا ؟ سي مبروك القسنطيني انت مطالب بالحفاظ عليها وستتحمل مسؤوليّة ما سيلحق بالمدينة العتيقة من أذى