عديدة هي المآثر والمواقف والحكم في ثقافتنا العربية الإسلامية وثقافات وآداب وتراث الشعوب الأخرى ونفض التراب عن بعضها أو الأصح نزع الغشاوة عن العقول المصابة بصدإ العولمة الثقافية كفيل أن يعيد الرشد إلى البعض ويقف على حقيقة أن التاريخ كما قال العلاّمة ابن خلدون لا يزيد في ظاهره عن إخبار وفي باطنه نظر وتحقيق ولأن خبر من خان وارتد وباع الأوطان بوالد وما ولد كُثْرٌ عبر الأزمان والأوطان ولم يكد يخل منهم أي مجتمع إنساني تناول أدباء ومفكرو عصرهم سيرهم وآثارهم جال بخاطري هذه الأيام اسمُ تونسيٍ ملأ الدنيا وشغل الناس طيلة عقدين من الزمن كما صاحب قوْلة : أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي وأسْمعتْ كلماتي من به صمم أبو الطيّب المتنبّي وكدنا في غفلة من عقارب ساعة ثورة شباب تونس أن ننساهْ وندعه إلى حين في منفاهْ لكنّه أصرّ على أن يطلّ علينا من بوّابة رمز جبروته وعصاهْ جمعية الترجي الرياضي التونسي .... وهل يخفى القمر حين نتحدث عن سليم شيبوب أوْ الباشا كما يحلو لمريديه وأنصاره وصحفيي لحْسْ الأحذية أن ينادوه بطولة الجدارة ... بطولة سليم شيبوب ؟؟؟؟؟ سليم شيبوب صاحب اللّعنات على الرياضة التونسية وما خفي كان أعظم ظهر إذن بعد أن لفظه بيت تونس كما صهره ووليّ نعمته الرئيس المخلوع من خلال أحد شبابيك هذا البيت وهو جمعية الترجي الرياضي التونسي العريقة في يوم تتويجها عن جدارة واستحقاق بالبطولة رقم 23 في تاريخها من خلال حديث في إذاعة تُسمّى “ترجي راديو” قائلا بالحرف الواحد “:هذا التتويج هو انتصار لي والتخطيط لهذه النجاحات حصل من زمان” ويعني طبعا زمانه لن أناقش هنا ” الزمن الرياضي الشيبوبي” فالجميع عاش “فضائله النّتنة” بمن فيهم الترجي وسيحفظ التاريخ لكثير من رجال الترجي البررة وقوفهم ضد سطْوة “سي سليم” وألقابه المشبوهة وتلويثه لسمعة الفريق وتزويق وجهه القبيح ... لن أناقش هذا الأمر لأنّي على قناعة بأنّه قلّ وندر أن يقرّ مجرم بجرمه لكنّي أعترف أنّي أُصبْت بحالة من الصّداع والاكتئاب وأنا أكتشف أنْ مازال من التونسيين ممّن يحملون قلما أو مصدحا ولم يستفيقوا بعد من صدمة 14 جانفي ممّن قال عنهم الرائع الراحل نزار قبّاني : هذه بلاد يمنح الكتّاب فيها صوتهم لسيد المثقفين عنتره يجمّلون قبحه يؤرخون عصره وينشرون فكره ويقرعون الطبل في حروبه المظفّرة جماعة “ترجي راديو” والذين تبرّأت منهم هيئة الفريق في بلاغ رسمي فتحوا الباب بحديثهم مع “سيدهم سليم” لسيل من الردود على صفحات الفايسبوك ممن اتّخذوا صفة “مواطن ترجي” وليس مواطنا تونسيا لنقف على حقيقة مروّعة مفادها أن عمى الألوان الرياضية أسمى وأرفع من أحمر هلالنا ونجمتنا وأن النادي الرياضي ورموزه في ذهن بعضهم فوق الانتماء الوطني ويتجاوز محنة وطن بأكمله يطلب أبنائه محاسبة كل من أساء إليه أي رياضة هذه التي تُنْسي العباد هويتهم وتكرّس الانتماء الفئوي وما الجدوى من بطولات ومسابقات تُفرّق ولا تُوحّد تهدم ولا تؤسس تُبعد ولا تُقرّب وأي إعلام هذا الذي يستفز المشاعر وتقوده العقول الضيّقة ويحرّك الفُرْقة والضغائن ويسوّق لنا “دراقولا” ملاكا من ملائكة الرحمان أيّ درك فكري وأخلاقي أصاب البعض وأي انحطاط عقائدي يجعل أحدهم يصوّر لنا الفأر فيلا والقط أسدا وينسب جدارة الآخر لنفسه ويسْطُو على حقوق تأليف المبدعين الحقيقيين شخصيا أنا على يقين أن الآلاف المؤلّفة من أحباء الترجي الحقيقين في كل أرجاء تونس وخارجها هم قلبا وقالبا وصوتا واحدا يهتفون : تونس أولا وأخيرا... لا أحد يعلو فوقها ... لا أحد يسمّم هواءها ... لا أحد ينهب خيراتها ... لا أحد يلعن أبنائها ... حتى وإن كان واحد منّا ترجمانا لقول الشاعر العربي الكبير لكل الأزمان الطيّب الذكر المتنبّي : على قدر أهل العزم تأتي العزائم .... وتأتي على قدر الكرام المكارم وتعظم في عين الصغير صغارها ... وتصغر في عين العظيم العظائم