سيدي الرئيس، ألم أقل لك في مقال سابق، بمناسبة زيارتك لصفاقس، أن المدينة التي زرتها ليست نفسها التي نعيش فيها… ألم أقل لك أن أشباه المسؤولين عبدو لك الطريق بالورود، وفي الواقع لا نشاهد سوى الأشواك، اما مظاهر الزينة فعادت إلى مكانها، في انتظار زيارة جديدة لفخامتكم. سيدي الرئيس، زيارتك لصفاقس لم يجني منها سكان المدينة سوى تعطيل حركة المرور والاكتظاظ، الذى تسبب فيه موكبكم الكبير. سيدي الرئيس، هل اتصل بك بائعوا الورود، عفوا من عبدوا لك الطريق بالورود ليعلموا فخامتك، أن صفاقس مدينة موبوءة؟ سيدي الرئيس، صفاقس التي تهرولون إليها مع كل استحقاق إنتخابي… صفاقس التي تسارع إلى نجدة الجميع… صفاقس التي تصدقت على الوطن بمناضليها… صفاقس التي أنجبت حشاد، الهادي شاكر، الحبيب عاشور، الزواري وحمادي العقربي وغيرها من الأسماء التي ارتوت البلاد بدمائها… صفاقس التي واجهت المستمعر واخرجت الدكتاتوية من البلاد.. تواجه مصيرها بمفردها في مواجهة جائحة كورونا. سيدي الرئيس، دعك من "المفسدين في الأرض" التي تتحدث عنهم في خطاباتك، ودعك من الأشباح، وأنزل إلى كوكبنا وعالمنا الذي نعيشه. سيدي الرئيس، لقد انتخبناك لتكون بيننا، في عالمنا، في واقعنا، تتكلم لغتنا وتتحدث لهجتنا… تتعامل معنا وتعيش على أرضنا. سيدي الرئيس، الفاروق (مثلك الأعلى)كان لا ينام إلا قليلا ولا ياكل كثيرا، عاش كما يعيش الناس، يتنفس همومهم ،يتفقد أحوالهم، شريفهم ووضيعهم، القريب والبعيد يتفقد الناس في الشام والعراق والاماكن البعيدة ويقضي حاجاتهم. (المسافة بين الشام والعراق 540كم وسيلة نقلهم الجمال، المسافة الفاصلة بين تونسوصفاقس 270كم) كان عمر يقول "اني والله لأكون كالسراج يحرق نفسه ويضيء الناس". سيدي الرئيس ، لقد ورثنا عن أجدادنا شجرة الزيتون، التي علمتنا السلام والوفاء والصمود والعطاء. ختاما، لقد عمدت أن أكرر سيدي الرئيس، علّ فخامته ينزل من عِليائه ويلامس الواقع الذي نعيشه، فلا أملك ليصل كلامي إلى فخامتك سوى رصاص القلم.