بعد تصريح وزير الخارجية التونسي الجارندي بالأمس الذي نفى فيه تسلل إرهابيين من ليبيا الى تونس، اعتقدت أنه تم نزع فتيل ازمة مع ليبيا في سياق حالة الهستيريا التي تم تسويقها في بعض وسائل الإعلام. ليأتي اليوم رئيس الحكومة الليبي الدبيبة لإعادة اشعال الوضع، وصب الزيت على النار عوض التفاعل الإيجابي مع التصريح الرسمي التونسي الوحيد في الموضوع. فوق ذلك اعاد طرح الكليشيه المعتاد (الذي سبق لحفتر، خصم الدبيبة، الحديث فيه) بأن "تونس صدرت الإرهاب إلى ليبيا". ورغم أنه صحيح ان مئات الإرهابيين ذهبوا إلى ليبيا فإن ذلك لم يكن ممكنا لولا وجود حاضنة للارهاب في بعض المناطق الليبية منها درنة وسرت وصبراتة، والجماعة الليبية المقاتلة ثم أنصار الشريعة الليبية أسسها وقادها وجنودها ليبيون. الإرهاب وجد في كلا البلدين اساسا بسبب عوامل محلية إضافة إلى التأثيرات الخارجية ولم يصدر أي بلد الإرهاب للآخر وهذا ملف يستوجب تعاونا جديا ولا يجب أن يصبح شماعة يتم التلاعب بها زمن الأزمات. بالمناسبة تصريح الدبيبة يأتي في سياق توتر داخلي ليبي، ولن اشعر بالدهشة إن كان أحد أسبابه توجيه الاحتقان الداخلي والتنفيس عليه في شكل عنتريات قذافية. وللتذكير فإن من التصريحات التي عملت على التوتير نائب ليبي في الضفة المعارضة الدبيبة. بما يؤكد أن أحد عوامل التوتر مع تونس الصراع الداخلي الليبي. اهمية العلاقة بين البلدين تستوجب كثيرا من الحكمة والصبر ومن المهم أن لا يتم النفخ في اتجاه مزيد التأزيم. وهناك الكثيرين من محترفي النفخ في النار سيعملون على ذلك، ولهذا من المهم أن تحافظ السلطات الرسمية التونسية على ضبط النفس وعدم الرد على تصريحات الدبيبة غير المسؤولة. اخيرا، مما يحز في النفس أن تونسيين مواطنين مثلنا مثلهم يقومون بالترويج سعداء لتصريحات الدبيبة معتقدين أن ذلك شماتة في قيس سعيد. هذا النوع من الرثاثة يدفع للقيء. دين ابوكم ايه؟!