إذا لقيت تسعيرة منخفضة مثل 11,500 ثمن كيلوغرام من لحم الخروف في أيّ محلّ للجزارة بصفاقس فلا تصدقه ولا تتوقف عنده طمعا في الظفر بكيلو من اللحم الرخيص لأنك إذا دخلت المحلّ فانك ستُفاجأ حتما بأن السعر المسجل على اللوحة بخارجه ليست إلا فخّ للحريف وإعلان حرب بين أصحاب المهنة من أجل جلب الحريف بإشهار سعر كاذب ففي إحدى المرات وبمروري بطريق العين بمركز بن حليمة في صفاقس طبعا وجدت لوحة مكتوب فيها علوش صغيرْ ب11000 فقط فقصدت المحل وطلبت منه أن يزن لي كيلوغرامين من لحم الخروف فقال لي الكيلو ب 14 دينار هذا قبل أن يتجاوز الآن 15000 فتساءلت عن السبب في اختلاف التسعيرة بين داخل المحل وخارجه فصاح في وجهي وبيده الشاقور وكأنه تحذير شديد اللهجة بأنه حر ولا يخاف من أحد وهو أيضا يذبح بصفة عشوائية خارج المسلخ البلدي ويتحدى القانون فخرجت مسرعا وتساءلت لماذا توقفت حملات المراقبة الاقتصادية للتثبت من الأسعار والمراقبة الصحية للتثبت من سلامة اللحوم التي نستهلكها خاصة في ظلّ تفاقم ظاهرة الذبح العشوائي في صفاقس؟ فهل هي الثورة التي أوقفت المراقبة وجعلت كلّ شخص يفعل ما يريد؟