الشهائد الطبيّة هي بمثابة الوثيقة الرسميّة التي تبرّر غياب الموظف عن عمله او غياب التلميذ عن مؤسّسته التربويّة كثر حولها الجدل حول من له الحق في تسليم مثل هذه الوثيقة ؟ فبعد ان لاحظنا ان بعض التلاميذ يتغيّبون لمدة طويلة عن مقاعد الدّراسة وعند العودة يجبر على تبرير غيابه وقد تصل مدة الغياب إلى عشرين يوما او شهرا كاملا وقد إستظهر بعضهم بشهائد طبية تسلّموها من طبيب عام فهل من حق الطب العام ان يسلم شهادة طويلة الامد ؟ طرحنا هذا السؤال على بعض الاطباء فوضّحوا انه من حقهم ان يسلموها خاصّة عندما يكون ذلك مرتبطا بمستقبل تلميذ وعندما يكون هذا التلميذ في حالة صحية تستوجب ذلك وقد تدخل فيها الإعتبارات الإنسانية وطرحنا نفس السؤال على عمادة الاطباء بصفاقس فأوضحوا لنا ان لاشيء يمنع الطبيب العام من تسليم هذه الشهادة مادامت صحة المريض تستوجب ذلك ولكن في المقابل يمكن إجراء فحص مراقبة للتثبّت من صحة الإدعاء بالمرض وقد يكون لكثرة الشهائد الطبيّة التي تصل المؤسّسات والادارات العموميّة والمعاهد الثانوية والمدارس الإعدادية وسهولة الحصول عليها ما يثير الريبة حول شهائد طبية للمجاملة تسند وبأسعار منخفضة لا تتجاوز خمسة دنانير وهو ما تتداوله جميع الاوساط دون قدح في اي طبيب ولكنها حقيقة موجودة وجبت محاربتها لانها تؤسّس للتواكل والغياب غير الشرعي .