أقول ضد شهاب الليلي لأنه بان بالكاشف أن الرجل مع احترامنا الكبير له ولاخلاقه ولسلسلة الانتصارات التي حققها لم يلعب ضد منافسيه المباشرين بعقلية المتراهن على البطولة ولكن باسلوب الحذر المبالغ فيه الى حد الخوف حتى لا أقول شيئا آخر. كل من شاهد المقابلتين تأكد أن المدرب يملك كل اسباب المتراهن الجدي ولكنه يرفض استغلال هذه الاسباب منذ البداية هو يكتفي فقط باستعمالها في الشوط الثاني بعد أن يكون طبعا منهزما ولكن هيهات المنافس شرس ولا يترك لك المجال للعودة وان تركه فان الحكم يكون بالمرصاد كما كان الامر اليوم مع الحكم السالمي الذي لن اتحدث عن اخطائه المتكررة ي اتجاه واحد بطبيعة الحال. احباء النادي الصفاقسي يغضبون شديد الغضب من اداء الحكام المستهدفين لناديهم على الاقل في المقابلات ضد الفرق المتراهنة على الالقاب ولكنهم يموتون مقتا عندما يترك شهاب الليلي -وقبله مدربون آخرون مثل دوارتي والدو و تروسيي- المجال امام المتربصين بالفريق فعل الافاعيل والحال انه يملك اللاعبين القادرين على هزم المنافسين وحصد الالقاب كما فعل ذلك فريقهم في السابق. لقد تمكن الابيض والاسود من هزم الترجي والنجم والافريقي رغم "اعتداءات" الحكام ولكنه كان لا يترك نجومه فوق بنك الاحتياط ويقحمهم في الوقت الضائع وبعد ان يكون قبل الاهداف واقصي بعض لاعبيه. لماذا لم يجن شهاب الليلي من جملة 12 نقطة بالنسبة لمباراتي النجم والترجي بلغة الكرة طبعا لان كل مباراة منهما تعد من فئة 6 نقاط غير السراب والحال انه كان نظريا الاقرب من الفوز او على الاقل من التعادل لانه كان يحتل الصدارة. الجواب ربما هو انه لم يتعود ان يلعب في ثوب الابطال والمتراهنين. ان لم يكن الامر كذلك فلماذا لعب على سبيل المثال في مقابلة اليوم ضد الترجي بلاعبي ارتكاز هما العواضي وكمون الى جانب سوكاري ويترك على دكة الاحتياط من له القدرة على اخراج الكرة وبناء الهجمة أمثال اللواتي وريمون ومصعب ساسي والمصرات وغيرهم. لا اعتقد ان من سلك هذا النهج وتبنى هذا الخيار هو راغب في الفوز وان رغب فيه فبتلك الطريقة التي سئمها الاحباء :"سرقة" انتصار غير مقنع من هجمة مرتدة او هدف يتيم يعاني بعده الفريق الامرين حتى تاتي صافرة النهاية. لماذا لم يتوفق الليلي الى تكوين فريق قادر على اضافة الهدف الثاني والثالث عندما يكون سباقا الى التهديف وهو ما يفعله منافسوه النجم والترجي. أنظروا فقط الى الروح التي يبثها فوزي البنزرتي في ابنائه والى الطريقة التي يلعب بها وهو منتصر وانظروا في المقابل الى الليلي وهو منهزم ثم يهنئ دائما في تصريحات ما بعد المباراة لاعبيه على الاداء الجيد الذي لا يراه الا هو. لما لم يستغل الروزنامة الملائمة للاعداد لفريق قادر على منافسة الكبار بدا بالنجم وصولا الى الترجي فالافريقي في الجولة القادمة الذي لا ستبعد ان يستعيد عافيته على حساب النادي الصفاقسي اذا تواصل الامر على ما هو عليه من جهة النادي الصفاقسي. عكس هذا يتطلب طبعا مدربا حالما مقتنعا بقدرة فريقه على حصد الالعاب واقناع جماهيره التي تعشق اللعب الجميل والاقناع في المقام الاول قبل النتائج الخالية من الاقناع والتي لا يمكن ان تؤدي الى التتويج. ألم يتفطن الليلي الى ان اكبر سلاح يمتلكه – وقد لا يمتلكه لا فوزي البنزرتي ولا عمار السويح هو صعود الظهيرين معلول والحناشي – كانت تعيقه دائما طريقة اللعب الحذرة والتي يدجج فيها وسط الميدان بالمدافعين فيقبل اللعب بشكل كبير يمنع هاذين الظهيرين من الصعود وخلق الفرص الا نادرا في عديد المقابلات. الم يكن النادي الصفاقسي نظريا وعلى الورق قبل المباراة اقرب من الترجي للفوز لأنه كان ينعم ب24 ساعة راحة اكثر في حين ان منافسه لا يزال تحت وطأة غضب جماهيره بسبب الخسارة المذلة ضد النجم بالاضافة الى غياب جمهوره. لما لم يستغل شهاب الليلي هذه العوامل ويلعب بتشكيلة يفتك فيها معركة وسط الميدان فيخفف على الدفاع من ضغط الترجي (نسبة امتلاك الكرة مخجلة في الشوط الاول 32 بالمائة للنادي الصفاقسي و68 للترجي) ويحرر الأظهرة ويسحب البساط من تحت قدمي الحكم السالمي. ألا ترون ان خيارات الليلي هي راء الورقتين الحمراوين لكل من محمد علي منصر ووسيم وكمون. كان منصر خارج "الفورمة" ولكن مدربه لا يريد او يتجرأ على تعويضه ما جعله يتصرف خارج وعيه أما كمون فكان في رصيده ورقة صفراء اولى ولكن مدربه يختار العواضي للخروج بدلا منه. احباء الابيض والاسود يتمنون ان يروا مدربهم – كما فعل ذلك في السابق كرول وديكستال وغيرهما- يلعب بثقة في النفس ثقة تترجمها الخيارات الهجومية والتحركات على حافة الميدان عندما يتراجع اللاعبون الى الوراء الاحباء يريدون ن يروا مدربا يتجرا على ارجاع من لا يستحق مكانه في التشكيلة الاساسية الى دكة الاحتياط حتى يعود للعمل ويفتك مكانه بجدارة.